أخبار اليوم – في ذكرى رحيل زوجته الثامنة، استذكر النائب صالح العرموطي زوجته الراحلة بكلمات مؤثرة تفيض حزناً ووفاءً، عبّر فيها عن ألم الفقد وعمق الارتباط الذي جمعهما طوال سنوات العمر. وقال العرموطي في رسالة نشرها اليوم 16 تشرين الأول 2025، إنها كانت صاحبة الخلق الرفيع والعطاء اللامحدود، وأن فراقها ما زال جرحاً نازفاً في قلبه بعد ثماني سنوات من الرحيل.
وفيما يلي نص ما كتبه النائب صالح العرموطي في ذكرى زوجته:
لقد طال الغياب وزاد الوجع وألم الفراق
16/10/2025
لم أجد ما أقوله في ذكرى بعدك عني سوى ما سبق لي أن قلته عبر سبع رسائل في هذه الذكرى واليوم أقول يا صاحبة الشرف الرفيع والمقام الأسمى وركن البيت أم عماد الحبيبة الغالية يا منيرة الخير والمحبة والبركة والعطاء الدافق الذي لا ينضب ولا حدود له يا توأم الروح ورفيقة دربي ومسيرتي وصديقة عمري وصباي افتقدتك اليوم وكل يوم لا بل بكل نفس من أنفاسي ها هي الأيام تمر بعد مرور ٨ سنوات عجاف قاحلة على بعدك عنا فما أسرع الساعات في اليوم وأسرع الأيام في الشهر وأسرع الشهور في السنة وأسرع السنة في العمر.
هزني رحيلك وأشعل قلبي فراقك وأضحى جرح نازف في أحشائي قد وهن العظم واشتغل الرأس شيبا لحزني على فراقك.
يا من عشق قلبي حبك وتلوع بفراقك فسبحان قاهر العباد بالموت فقد نغصَّ عليّ فراقك عيشتي ومسيرة دربي بالحياة.
يا من سكنتِ وتربعتِ على عرش قلبي وفؤادي وجوارحي بهدوء وسكينة ووقار
يا من عشق قلبي حبك ولم يعشق سواه أبد الدهر حتى يرث الله الأرض ومن عليها وأنت النموذج والقدوة بالدين والخلق والأدب والسماحة والوفاء والورع والعفة والطهر ونقاء السريرة وصفاء القلب والإيثار والتضحية والفداء اشتقت يا صاحبة النفس المطمئنة لطلتكِ البهية وضحكتكِ الوقورة وابتسامتك العذبة المحببة لقلبي والتي كانت ولا زالت زاد ومؤونة ونظراتك إليّ وأنتِ تنظرين بنظرة المحب العاشق اكتملت بالوقار والهيبة وخير كنز يضاف إلى رصيد الرجل الزوجة الصالحة أيتها الصالحة النقية التقية صاحبة الدين والخُلق والوفاء والكرم.
يا ويح قلبي ما أصعب فراقكِ شحرورة قلبي فراقكِ مر وأكثر من العلقم مرارا أتجرعه كل يوم وليلة في كل حركة من حركاتي وسكناتي ٨ سنوات مضت يا ويحي من وحشة الطريق وطول السفر والغياب
فحزني عليكِ يا صاحبة النفس الزكية سرمد ..... وليلي مُسهد وفكري مبدد ولكن الله يُحمد ويُعبد
لقد حنّ إليكِ المسجد الذي سرنا إليه مشيا على الأقدام في صلاة الفجر وحنّ إليكِ البيت الذي جمعنا تحت سقف واحد والذي لم تسكنيه سوى شهور معدودة وحنّ إليكِ الأولاد والأحفاد والأسرة وكلهم حولي وبقربي صباح مساء حفظهم ربي.
نلمح طيفك في كل زاوية من زوايا البيت الحزين المظلم لفراقكِ
أنظر لأولادنا فأجد في كل واحد منهم ملامح من ملامحك وخصلة من خصالك.
والحديث رفيقة الدرب عنك هو حديث فضيلة وكرامة أوصيتينا بتقوى الله فنحن على العهد لا نحيد.
عشنا معا في هذه الدنيا بمرها قبل حلوها وكنتِ صابرة محتسبة قانعة خفيفة الظل طيبة المعشر.
ولقد بكيتك يا الحبيبة بكل جوارحي ولا زلت أبكيكِ
فحيّ الحبيبة منيرة وأُرسل لها حديقة من زهر قلبي يُثمرُ
لقد هجرت غرفتنا بعد رحيلك ولا أتحمل دخولها بعدك وأصبحت هائما على وجهي وأتحدث مع نفسي لقد طال الغياب يا معشوقتي واشتاق الحبيب لحبيبته فهل من لقاء يا غالية فقد أظلمت الدنيا في وجهي ببعدك عني
أتحسس وجودك بجانبي وبرفقتي في كل يوم وفي كل ساعة وفي كل وقت وحين.
آه ما أصعب بعدكِ وفراقكِ عني.
أكظم حزني ومعاناتي يا زينة النساء يا من كنتِ تنتظرين عودتي إلى البيت بفارغ الصبر ،ما أجمل وأروع عندما كان هاتفك يرن عليّ وأسمع صوتك وحديثك بدون منغصات وكل التمنيات بالخير والفلاح والعودة السالمة وأنت تقولين لي “نحن بانتظارك لا تتأخر" وما أجمل أن أدخل البيت وأجدك إما ساجدة بين يدي الله أو قارئة للقرآن أو الاستعداد لتحفيزي للقيام بصلة الرحم وزيارة الملهوف.
فليعذرني الناس بحبي وعشقي الأزلي والسرمدي لك
زوجتي الحبيبة الغالية
أهديك كل حسناتي
وإنّا على فراقك لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنّا لله وإنّا إليه راجعون
ربي يرضى عليكِ ورحمك الله يا غاليتي وأظلك الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله والسلام عليكِ في عليين ورحمة الله وبركاته.