عمّان – أخبار اليوم
قالت الأستشارية النفسية والتربوية الدكتورة مرام بني مصطفى إن ظاهرة العنف الجامعي تعد من القضايا الاجتماعية والنفسية التي باتت تنتشر في العديد من الجامعات حول العالم، لا سيما في المجتمعات العربية التي تشهد تحولات ثقافية واقتصادية ورقمية متسارعة.
وأضافت أن الجامعة ليست مجرد مؤسسة أكاديمية، بل بيئة تربوية تُسهم في تشكيل شخصية الطلبة وصياغة وعيهم الاجتماعي والوطني، مشيرة إلى أن تحول هذه البيئة إلى ساحة للعنف اللفظي أو الجسدي أو الإلكتروني يجعلها مكانًا غير آمن للطلبة والهيئات الأكاديمية، وينعكس سلبًا على العملية التعليمية برمتها.
وبيّنت بني مصطفى أن العنف الجامعي لا يظهر فجأة، بل هو نتيجة تراكمات نفسية واجتماعية وثقافية تتفاعل مع ضغوط الحياة الأكاديمية، وأنماط التنشئة الأسرية، وضعف مهارات التواصل والانضباط الذاتي. وأوضحت أن السلوك العدواني داخل الحرم الجامعي قد يتخذ أشكالًا جسدية أو لفظية أو رقمية عبر التنمّر ونشر الشائعات، وهو ما يضر بالمناخ الأكاديمي ويضعف التحصيل الدراسي ويزرع الخوف بين الطلبة.
وأشارت إلى أن الأسباب النفسية للعنف الجامعي تتمثل في ضعف الذكاء الانفعالي، وتدنّي مفهوم الذات، والشعور بالإحباط والفشل الأكاديمي، في حين تعود الأسباب الاجتماعية إلى تأثير العادات العشائرية داخل الحرم الجامعي، والضغوط الاقتصادية والأكاديمية، وضعف الأنشطة الطلابية التي تُتيح التعبير عن الذات.
وأكدت الأستشارية أن من أبرز آثار العنف الجامعي انتشار القلق والاكتئاب بين الطلبة، وتراجع قيم التسامح والحوار، وانسحاب بعضهم من الأنشطة الجامعية، إضافة إلى قلق الأسر على أبنائها.
ودعت بني مصطفى إلى تعزيز الإرشاد النفسي الجامعي من خلال مكاتب متخصصة تقدم الدعم النفسي والسلوكي للطلبة، وتنمية مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي عبر ورش عمل وبرامج تدريبية، إلى جانب تفعيل الأنشطة الطلابية وتشجيع العمل التطوعي لتفريغ الطاقات السلبية.
وختمت بالتأكيد على أن الاستثمار في الصحة النفسية الجامعية وتفعيل برامج الإرشاد والتربية الوقائية يمثلان أساسًا لبناء مجتمع أكاديمي صحي ومنتج، قادر على تخريج أجيال سوية تساهم في تنمية الوطن والنهوض به علميًا واقتصاديًا وثقافيًا.