عمّان – أخبار اليوم
قالت الخبيرة الاجتماعية الدكتورة شروق أبو حمور إن ظاهرة نشر الخلافات الأسرية وأسرار العائلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي باتت مؤشرًا خطيرًا على تراجع القيم الأسرية وضعف الضبط الداخلي داخل الأسرة، محذّرة من أن "الشارع" أصبح ساحة مفتوحة لمعرفة تفاصيل البيوت ومشكلاتها.
وأوضحت أبو حمور أن بعض الأفراد يلجؤون إلى نشر قضاياهم العائلية سعياً لجذب التعاطف أو الانتقام من أحد أفراد الأسرة، مؤكدة أن هذا السلوك يعكس خللاً في منظومة القيم ويشكّل ناقوس خطر على تماسك الأسرة ودور كبارها في احتواء المشكلات.
وبيّنت أن الخصوصية حق إنساني لا يجوز المساس به، وأن نشر الخلافات يفتح الباب أمام الآخرين للتدخل والإساءة والتشهير، قائلة إن من يشارك تفاصيل بيته علنًا لا يملك الحق في الاعتراض على ردود الآخرين، لأنه هو من أتاح لهم المجال للحكم عليه والتعليق.
وأكدت أن الحفاظ على أسرار البيت دليل على النضج والاحترام، وأن حلّ المشكلات الأسرية يجب أن يبقى داخل الإطار العائلي أو القانوني، لا عبر الفضاء الرقمي الذي يفاقم الأزمات ويحوّلها إلى قضايا رأي عام.
ودعت أبو حمور إلى العودة إلى دور "الكبير" في العائلة في حل النزاعات، والابتعاد عن نشرها في المنصات، لأن من يفقد رجاحة العقل في لحظة الغضب قد يجرّ عائلته بأكملها إلى دائرة الإحراج والإساءة.
وختمت بالقول إن الشهرة لا تُبنى على الفضائح أو الانفعالات، بل على الأفعال الإيجابية والعمل الصالح، مشيرة إلى أن انتشار سلوكيات التشهير العائلي يضر بالنسيج الاجتماعي ويسيء إلى صورة الأسرة الأردنية المتماسكة.