(عمّان – أخبار اليوم – سارة الرفاعي)
قالت الكاتبة والخبيرة في التثقيف المالي هبة بني سلمان إن «الهندسة المالية للراتب» لا تعني مجرد وضع خطة للتوفير، بل هي منهج شامل لإدارة الدخل الشهري بطريقة استراتيجية تحقق الاستقرار والمستقبل المالي للفرد.
وأوضحت أن الراتب الشهري لا يجب أن يُنظر إليه كدخل عابر ينفق بسرعة بين الفواتير والمصاريف، بل كأداة يمكن من خلالها بناء المستقبل الشخصي والمهني، مشيرة إلى أن الخطوة الأولى تبدأ بفهم حركة المال وتحديد مسار كل دينار بدقة، سواء للالتزامات الشهرية أو لتطوير الذات أو حتى للترفيه المدروس.
وبيّنت بني سلمان أن توزيع الراتب بحكمة يتطلب ترتيب الأولويات بعقلانية وذكاء، بحيث يُخصص جزء للاحتياجات الأساسية، وآخر لتطوير المهارات، وجزء للطوارئ يضمن راحة البال، إضافة إلى جزء للمتعة الشخصية دون إفراط، مؤكدة أن "كل دينار يجب أن يكون له وظيفة واضحة تخدم الهدف النهائي وهو الحرية المالية".
وأضافت أن الاستثمار في الوقت والمهارات يعدّ من أهم محاور الهندسة المالية، لأن الخبرة والمشاريع والمهام الإضافية هي أصول مالية يمكن تحويلها إلى عوائد حقيقية، موضحة أن الشخص الذكي هو من يرى في كل تحدٍّ فرصة للنمو المالي والسيطرة على مستقبله.
وختمت بني سلمان بالتأكيد على أهمية المرونة المالية في مواجهة تغيّرات الحياة، من تبدل الوظائف إلى فترات التوقف المؤقت، داعية إلى النظر إلى الراتب كأداة استراتيجية لا كرقم، لأن السر في إدارة الدخل ليس في حجمه، بل في طريقة التفكير واستثمار كل فرصة لتطوير الذات وبناء المستقبل بثقة واستقرار.