هل حقًا يسافر الأردنيون؟ أم أن الأرقام تخص “جوردان لايف ستايل” فقط؟

mainThumb
هل حقًا يسافر الأردنيون؟ أم أن الأرقام تخص “جوردان لايف ستايل” فقط؟

20-11-2025 10:56 AM

printIcon


أخبار اليوم - أثار تقرير البنك المركزي حول ارتفاع إنفاق الأردنيين على السياحة الخارجية بنسبة 5% خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2025، موجة نقاش واسعة بين المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا بعد الإعلان أن حجم الإنفاق تجاوز مليارًا و741 مليون دولار، فيما سجّل شهر تشرين الأول وحده ارتفاعًا بنسبة 12% بقيمة وصلت إلى 151.9 مليون دولار.

لكنّ هذه الأرقام لم تمر مرورًا هادئًا، بل تحولت إلى تساؤل مباشر: من هم هؤلاء الأردنيون الذين يسافرون وينفقون؟

فالآراء المتداولة تكاد تتفق على فكرة واحدة: الأرقام لا تعكس واقع غالبية الشعب، بل شريحة محدودة من الأثرياء أو من يُطلق عليهم البعض ساخرًا: "فئة جوردان.. مش الأردنيين الحقيقيين".

آخرون ذهبوا أبعد من ذلك، معتبرين أن السياحة الخارجية أصبحت خيارًا منطقيًا مقارنة بكلفة السياحة الداخلية، إذ يرى كثيرون أن أسعار الفنادق والطعام والخدمات داخل الأردن تتجاوز أحيانًا تكلفة السفر إلى دول مجاورة مثل تركيا أو مصر، بما يشمل الطيران والإقامة والوجبات.

في المقابل، هناك من تعامل مع التقرير بسخرية قاسية، متسائلًا:
"إذا كان المواطن عاجزًا عن دفع فاتورة الخبز أو الكهرباء أو مخالفات السير، فكيف يسافر وينفق ملايين؟"

بينما طالب آخرون بفهم تفاصيل الإحصائية:
هل تشمل المسافرين للسياحة فعلًا؟
أم أنها تحتسب الطلبة، المرضى، العمال، أو حتى المسافرين ترانزيت؟

وبعيدًا عن المزاح، يبقى جوهر النقاش اقتصاديًا بامتياز:
هل الأرقام مؤشر على قدرة شرائية حقيقية لدى الأردنيين؟ أم أنها مجرد انعكاس للتفاوت الطبقي واتساع الفجوة الاقتصادية؟

ما بين تقرير رسمي ورأي عام متحفّز ومشهد اقتصادي ضاغط، يبقى السؤال معلّقًا:
هل تغيّر نمط الحياة فعلاً؟ أم أن الأرقام تحسب على الشعب بينما الواقع يعيش في مستوى آخر؟