أخبار اليوم - صفوت الحنيني - أكد الخبير الأمني والاستراتيجي د. بشير الدعجة أن الأردن لا يزال يعاني من تدفق المخدرات عبر حدوده الشمالية مع سوريا، رغم الجهود الحقيقية التي تبذلها السلطات السورية حالياً للحد من هذه الظاهرة وتجفيف منابعها.

وأوضح الدعجة أن "النظام السوري أبدى جدية واضحة في مكافحة تهريب المخدرات من خلال ملاحقة المهربين، ومداهمة مصانع تصنيع المخدرات في عدة مدن سورية، بالإضافة إلى ضبط العديد من الشحنات وتحسين الرقابة على الحدود مع لبنان لمنع تدفق المخدرات عبر حزب الله".

إلا أن الدعجة أشار إلى أن المشكلة الرئيسية لا تزال متمثلة في بعض المناطق الشرقية والجنوبية من سوريا، التي وصفها بأنها "خارج سيطرة النظام"، وتشكل ملاذاً آمناً للمهربين ومستودعاتهم القديمة التي تعود لفترة ما قبل استعادة النظام السوري لبعض المناطق.

وقال الدعجة إن "الإنفلات الأمني في هذه المناطق يجعل من الصعب على الحكومة السورية ضبطها بشكل كامل"، لافتاً إلى أن المهربين لا يزالون يستغلون هذه المناطق لتهريب كميات كبيرة من المخدرات باتجاه الأردن.

وبيّن الدعجة أن القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، وعلى رأسها إدارة مكافحة المخدرات ودائرة المخابرات العامة، تتعامل مع الملف بمنتهى الجدية، عبر خطط استراتيجية متقدمة، تشمل استخدام التكنولوجيا الحديثة في المراقبة، مثل الرادارات، والطائرات بدون طيار، مشيراً إلى إسقاط مئات الطائرات المسيّرة المستخدمة في التهريب خلال عام 2024.

كما كشف أن المهربين لا يكتفون بالطرق الحديثة، بل لا يزالون يستخدمون طرق تقليدية كالدواب، ويستغلون الظروف الجوية القاسية للعبور، مشيراً إلى أن هذه التكتيكات تتطلب يقظة دائمة من القوات الأردنية.

وأكد الدعجة أن القوات المسلحة الأردنية نفّذت عمليات نوعية داخل الأراضي السورية لمطاردة مهربين وإلقاء القبض عليهم أو القضاء عليهم في عمليات مباشرة.

وفي السياق، أشار الدعجة إلى أن هناك تنسيقاً أمنياً رفيع المستوى بين الأردن وسوريا، وقد جرت لقاءات رسمية في دمشق ضمّت مسؤولين أمنيين أردنيين على رأسهم وزير الداخلية ومدير المخابرات ورئيس هيئة الأركان، حيث كان ملف المخدرات على رأس جدول الأعمال.

وختم الدعجة بالتأكيد على أن الوضع تحسّن مقارنة مع ما كان عليه خلال الفترة التي كانت فيها سوريا تحت سيطرة مجموعات مسلحة وفصائل تدعم عمليات التهريب، لكنه شدد على أن التحدي ما زال قائماً ما دامت هناك مناطق خارج سيطرة الدولة السورية.