أخبار اليوم - العقبة - ساره الرفاعي
أكد الناشط الشبابي رضوان النعيمات، في تصريح خاص لـ "أخبار اليوم"، على أن التحدي الأكبر الذي يواجه تمكين الشباب في محافظة العقبة حزبياً وسياسياً يتمثل في غياب الثقة الكلي لديهم بالمسؤولين والأحزاب السياسية والمشاركة السياسية عموماً. وأشار النعيمات إلى أن هذه المشكلة تتجذر في عدة عوامل رئيسية تتطلب حلولاً جذرية ومبتكرة.
أوضح النعيمات أن شباب العقبة ينظرون إلى الأحزاب السياسية على أنها "شكلية بلا أثر حقيقي"، ولا يرون لها دوراً في تغيير واقعهم اليومي أو حل مشكلاتهم الملحة مثل البطالة وارتفاع الأسعار. ولفت إلى أن معظم الأحزاب تفتقر إلى التواجد الفعلي في الشارع والتفاعل مع الشباب، وتنشغل بالصراعات الداخلية بدلاً من الاستماع لمطالبهم.
وتابع النعيمات أن فقدان الثقة بالمسؤولين يتفاقم بسبب استمرار مشكلة البطالة التي يعاني منها الكثير من الشباب المؤهلين، بالإضافة إلى الوعود المتكررة غير المنفذة. وأضاف أن المحسوبية والواسطة في التعيينات تزيد من شعور الشباب بأن صوتهم بلا قيمة، وأن القرارات تتخذ بعيداً عن الكفاءة، مما يقضي على أي أمل لديهم بالمشاركة السياسية الفاعلة.
كما شدد النعيمات على أن غياب من يسمع صوت الشباب بجدية يمثل تحدياً آخر، حيث أن محاولاتهم السابقة لإيصال شكواهم قوبلت بالتجاهل، واللقاءات الرسمية غالباً ما تكون شكلية دون الأخذ بمطالبهم، مما يولد لديهم شعوراً بعدم المرئية لدى صناع القرار.
حلول مقترحة لبناء الثقة وتمكين الشباب:
واقترح النعيمات حلولاً عملية لمعالجة هذه المشكلة، ترتكز على محورين أساسيين:
* بناء الثقة تدريجياً: أكد النعيمات على أن إقناع الشباب بالانضمام للأحزاب السياسية مباشرة لن ينجح. وبدلاً من ذلك، دعا إلى البدء بـ نقاشات مفتوحة حول المشاكل اليومية التي تواجه شباب العقبة كالبطالة والغلاء والنقل، وربط هذه المشكلات بضرورة الضغط والمشاركة السياسية كحل وليس فقط بالشكاوى.
* العمل الجماعي قبل العمل الحزبي: اقترح النعيمات تشكيل تجمعات وطنية شبابية حرة وغير حزبية تتبنى قضايا العقبة الملحة. هذه التجمعات يمكنها ممارسة الضغط لتخفيف رسوم النقل، ومراقبة التوظيف في الميناء والمؤسسات، ومعالجة المشاكل الأخرى التي تواجه الشباب. ويرى النعيمات أن هذا النهج سيمثل "الدرجة الأولى" للشباب لإثبات أنفسهم في المشاركة السياسية، تمهيداً لانضمامهم إلى الأحزاب السياسية لاحقاً.
واختتم النعيمات حديثه بتأكيد أن تمكين الشباب يتطلب جهداً مشتركاً ومقاربة جديدة تعتمد على الاستماع الفعلي لمشاكلهم وبناء الثقة المفقودة من خلال مبادرات عملية وملموسة.