كيف ساعدت المرأة الطفيلية في صناعة ملح البارود بمعركة "حد الدقيق"؟ مدير ثقافة الطفيلة يجيب

mainThumb
كيف ساعدت المرأة الطفيلية في صناعة ملح البارود بمعركة "حد الدقيق"؟ مدير ثقافة الطفيلة يجيب

18-08-2025 04:14 PM

printIcon

أخبار اليوم – ساره الرفاعي - بعد أن استسلمت الحامية التركية في جنوب الأردن بمدينة الطفيلة، والتي كانت تتكون من نحو 200 جندي بقيادة زكي الحلبي في الخامس عشر من كانون الثاني 1918، ارتفعت راية الثورة العربية الكبرى بحضور الأمير زيد بن الحسين بن علي، وعمّه الشريف ناصر بن علي، إلى جانب شيوخ ووجهاء جنوب الأردن، وبمشاركة جنود الثورة العربية.

ويشير مدير مديرية ثقافة الطفيلة، د. سالم ياسين الفقير، إلى أن دور أبناء الطفيلة في تلك المرحلة لم يكن مقتصرًا على الرجال فقط، بل كان للنساء دور مركزي، إذ ساهمن في صناعة مادة ملح البارود التي كانت تُستخدم في الذخيرة، وهو ما جعل المدينة هدفًا مباشرًا للقوات العثمانية التي حشدت قوة كبيرة بقيادة حامد فخري باشا لاسترداد المنطقة.

وأضاف الفقير أن المعركة دارت في منطقة "حد الدقيق" في الرابع والعشرين من كانون الثاني، حيث تصدى أبناء الطفيلة ببنادق قديمة وحركة كرّ وفرّ على جبال وعرة، فيما كانت النساء يقفن إلى جانب الرجال بمدّهم بالمؤن والذخيرة وصناعة ملح البارود الذي مثّل السلاح الخفي في صمود الأهالي.

ويبين الفقير أن النساء كنّ يحضّرن المادة محليًا عبر خلط مكونات طبيعية مثل نترات البوتاسيوم والكبريت والفحم النباتي، وهي صناعة دقيقة وخطرة، لكن إصرارهن على دعم المقاتلين جعلها موردًا حيويًا للثوار في تلك الظروف.

انتهت المعركة بانتصار أبناء الطفيلة ورفاق الثورة العربية الكبرى، حيث وقع مئات الجنود الأتراك أسرى، وقُتل قائد الحملة حامد فخري باشا برصاصة أصابته في رأسه، لتتحطم مقاومة القوات المهاجمة بشكل كامل.

ويختتم الفقير بالقول: "لقد كانت المرأة الطفيلية شريكة في صناعة النصر، من خلال وقوفها في خطوط الإمداد وصناعة ملح البارود، لتكتب مع أبناء الطفيلة صفحة مضيئة في تاريخ الأردن الحديث."