(أخبار اليوم – تالا الفقيه)
يُعد الشباب في الأردن ثروة بشرية لا تُقدّر بثمن، فهم يشكلون النسبة الأكبر من المجتمع، وبالتالي يمثلون المحرك الأساسي لتطور الحياة السياسية. وقد أدركت الدولة الأردنية، بمختلف مؤسساتها، أهمية تمكين الشباب سياسيًا، وهو ما حظي بدعم مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد، اللذين آمنوا بأن مشاركة الشباب في صنع القرار هي الطريق نحو التقدم والتطور.
التمكين السياسي للشباب، كما يرى الناشط الحزبي غيث القرالة، لا يمكن أن يتحقق إلا بتكاتف الجهود من جميع الأطراف. فالمطلوب من الشباب أن يمارسوا دورهم عبر المشاركة النشطة في الانتخابات البرلمانية والبلدية، والانخراط الفاعل في الأحزاب السياسية، خاصة أن هذا الجيل يحمل أفكارًا نيرة ورؤى قادرة على إحداث تغييرات ملموسة في مختلف المجالات.
ويشير القرالة إلى أن الأردن كان سباقًا في إطلاق مسيرة التحديث السياسي بدعم من الإرادة الملكية الصلبة، وهو ما ظهر جليًا في مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية. فقد أدخلت تعديلات جوهرية على قانوني الأحزاب والانتخاب، إضافة إلى بعض التعديلات الدستورية، بما عزز البيئة التشريعية الداعمة للإصلاح السياسي. هذه الخطوات شكّلت حجر الأساس أمام الشباب للمشاركة بثقة واقتدار في رسم مستقبل الأردن.
أما التحدي الحقيقي اليوم، فيكمن في تعزيز الوعي السياسي لدى الشباب، وتغيير الصورة النمطية السلبية التي تحيط بمفهوم المشاركة السياسية. فالإحباط أو الشعور بعدم الجدوى ما يزالان يثقلان صورة العمل الحزبي والانتخابي، وهو ما يستدعي جهودًا جماعية لتوفير بيئة مناسبة، تشجع الشباب على الانخراط الفعّال في العملية السياسية.
وبعد هذه الإصلاحات والمخرجات، يؤكد القرالة أن الكرة أصبحت في ملعب الشباب، وعليهم المبادرة بالاندماج الحقيقي والفاعل في الحياة السياسية، سواء بالترشح للانتخابات أو بالانتساب للأحزاب التي تعكس قناعاتهم وأفكارهم. فالأحزاب اليوم، برأيه، تمثل السبيل نحو بناء أردن قوي ومتطور، قادر على تحقيق تطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني، وصياغة نموذج وطني يحتاجه الجميع.