أخبار اليوم – تالا الفقيه - أكد الفنان جميل براهمة أن الدراما الأردنية تملك تاريخًا عريقًا وريادة عربية منذ نهاية ستينيات القرن الماضي وحتى منتصف التسعينيات، حيث شاركت إلى جانب الدراما المصرية في أعمال مشتركة عبر شركات إنتاج عربية في دبي وغيرها، واستطاعت أن تكسب مكانة خاصة في البيوت العربية لما تميزت به من المحافظة على الأخلاق والقيم واحترام العادات والتقاليد.
وأوضح براهمة أن الدراما الأردنية، رغم قوتها ونجاحها، دخلت مرحلة من التراجع بعد منتصف التسعينيات بفعل ظروف سياسية حالت دون استمرارها، مشيرًا إلى أن الدولة تخلت عنها ولم تقدم الدعم اللازم، بل وصلت الأمور – على حد وصفه – إلى محاربة هذا القطاع الحيوي، ما دفع بالفنانين الأردنيين إلى البحث عن فرص خارج الوطن.
وأضاف أن العديد من الفنانين الأردنيين عملوا في سوريا ودول الخليج والعراق واليمن، بينما ظل الأردن – الذي يفترض أن يكون صاحب الريادة – غائبًا عن الساحة الرمضانية والعربية. وقال إن هذا التراجع لا يعود إلى أسباب مالية فقط، بل إلى قرارات سياسية متعاقبة لم تُعطِ الثقافة والفنون مكانتها الحقيقية في إبراز هوية الوطن.
وبيّن براهمة أن غياب الإنتاج المحلي انعكس على المشاهد الأردني، الذي حُرم حتى من حقه في الترفيه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، في وقت ما تزال فيه القنوات العربية تعرض الأعمال الأردنية القديمة والجديدة بشكل متواصل.
وختم حديثه بالتأكيد أن الدراما الأردنية ليست ترفًا بل هي موروث وثقافة وتاريخ، وهي مرآة تعكس صورة الأردن أمام العالم، داعيًا إلى إعادة الاعتبار لهذا القطاع ودعمه ليعود إلى مكانته الريادية.