الاحتلال ينهي حياة الرضيع "جودة العطار" في منطقة تزعم أنها "آمنة"

mainThumb
الاحتلال ينهي حياة الرضيع "جودة العطار" في منطقة تزعم أنها "آمنة"

21-09-2025 11:00 AM

printIcon

أخبار اليوم - قُتل الرضيع الفلسطيني "جودة العطار"، السبت، برصاص الجيش الإسرائيلي بينما كان في حضن والدته داخل خيمة النزوح بمنطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوبي غزة، الذي يواجه إبادة جماعية ترتكبها تل أبيب منذ نحو عامين.

ورغم أن إسرائيل زعمت مرارا أن منطقة المواصي "إنسانية وآمنة"، بل وأنذرت الفلسطينيين في مدينة غزة بالنزوح إليها مؤخرا، إلا أنها شهدت منذ بدء الإبادة نحو 110 غارات جوية وقصفا متكررا خلف أكثر من ألفي قتيل، بحسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي السبت.

ولم يكن استهداف المدنيين في المواصي حادثة فردية خلال نحو عامين من الإبادة، إذ يؤكد فلسطينيون أن المنطقة، التي تضم نحو مليون نازح، تعرضت مرارا لإطلاق نار من آليات الجيش المتمركزة في محور موراج الفاصل بين خان يونس ورفح، أو عبر المسيرات التي تستخدم تكنولوجيا متطورة لاستهداف الأفراد بدقة.

كما شهدت المنطقة قصفا مدفعيا وغارات جوية إسرائيلية خلفت قتلى وجرحى بين النازحين، لتبقى "المنطقة الآمنة" مسرحا متواصلا للهجمات بمختلف أشكالها.

وداخل مستشفى ناصر في خان يونس، ألقى الفلسطينيون نظرة الوداع الأخيرة على الرضيع العطار، البالغ من العمر 7 أشهر، بعد أن فارق الحياة متأثرا بإصابته بالرصاص، حسب مراسل الأناضول.

وقالت والدته آية العطار، وهي في حالة انهيار: "كان يجلس في حضني، أصابه الرصاص مقطعا بطنه من الداخل"، مضيفة والدموع تنهمر من عينيها: "كان شمعة، ويحبه الجميع".

**تهديد الموت بالمواصي

من جانبه، قال خال الطفل، ثائر أبو جرز، للأناضول، إن الرصاصة الإسرائيلية أصابته وهو في حضن والدته داخل الخيمة في منطقة المواصي.

وأضاف أبو جرز: "تم نقل الطفل فورا إلى المستشفى، وقام الأطباء بما يلزم، لكن قدر الله أن يستشهد".

وأكد أن سكان المواصي يعيشون تحت تهديد الموت، سواء بالقصف المستمر أو بالرصاص العشوائي من الآليات أو عبر عمليات قنص تنفذها المسيرات.

**"تطهير عرقي"

أما جد الطفل، موسى العطار، فحمل حفيده بين ذراعيه قبل مواراته الثرى، ووصف ما يتعرض له الفلسطينيون من أطفال ونساء وشيوخ بأنه "تطهير عرقي".

وقال الجد، إن إسرائيل تحاول "اجتثاث العرق الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية المحتلة".

وأكد أن الشعب الفلسطيني تحمّل فوق طاقته من ويلات الإبادة، بينما يسعى فقط إلى العيش بسلام.

وتفاقم المأساة في المواصي أوضاعا إنسانية قاسية يعيشها النازحون هناك، حيث يفتقرون لمقومات الحياة الأساسية من مستشفيات وبنى تحتية وخدمات ضرورية مثل الماء والغذاء.

وفي وقت سابق، وصف المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الحياة في هذه المنطقة بأنها "أقرب إلى المستحيل".

والمواصي؛ مناطق رملية على امتداد الخط الساحلي، تمتد من جنوب غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، مرورا بغرب خان يونس حتى غرب رفح (جنوب)، إلا أن المساحة المتاحة للفلسطينيين لا تشمل مدينة رفح بعدما خضعت للجيش الإسرائيلي بشكل كامل عقب سيطرته على محور موراج في 11 أبريل/ نيسان الماضي.

وتضم هذه المنطقة نحو مليون فلسطيني، وفق آخر تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و208 قتلى و166 ألفا و271 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.