تيباس: مانشستر سيتي يغش ماليًا .. وسان جبرمان يتكبد الخسائر

mainThumb
تيباس: مانشستر سيتي يغش ماليًا.. وسان جبرمان يتكبد الخسائر

02-10-2025 03:40 PM

printIcon

أخبار اليوم - شارك خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم (لا ليجا)، في مؤتمر اقتصادي عن كرة القدم. وكعادته، لم يتردد في الدفاع عن النموذج المالي الذي يعتمده الدوري الإسباني، موجّهًا انتقادات مباشرة لأندية أوروبية كبرى مثل مانشستر سيتي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي.

ويرى تيباس وفقا لما ذكرته صحيفة "ماركا"، أن الناديين الأوروبيين يعيشان على "خسائر مستمرة" و"أساليب غير منضبطة" في إدارة ميزانياتهما.

وقال رئيس رابطة الدوري الإسباني: "الأندية الإسبانية، التي تُدار وفقًا للرقابة المالية التي تفرضها لا ليجا، تضطر إلى المنافسة في أوروبا ضد أندية لا تمر بالرقابة نفسها في بلدانها، وبالتالي يمكنها الإنفاق أكثر".

وأضاف: "في كرة القدم العالمية، وفي هذه البطولات الأوروبية، عليك أن تواجه أندية تعمل بأنظمة مختلفة. إما أنها لا تخضع للرقابة المالية، أو أن نظامها مختلف. لكن في إنجلترا، هم بالفعل قلقون بشأن مستوى الديون في كرة القدم الإنجليزية. إنها بطولة تدخل في خسائر بشكل مستمر".

وتابع: "يمكنك أن تخسر عامًا أو عامين أو ثلاثة، لكن ليس أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة أو ثمانية أو تسعة أو عشرة، مثل مانشستر سيتي، الذي يخسر المال ويغش منذ أن ظهر بمالكيه الجدد... أو باريس سان جيرمان، الذي تكبد خسائر بقيمة 200 مليون يورو لمدة سبع سنوات متتالية. ومع ذلك نحن ننافس، والنتائج موجودة. نحن نتفوق بـ30 لقبًا أوروبيًا على الدوري الإنجليزي الممتاز في هذا القرن".

ثم واصل تيباس توضيح التحديات الهيكلية التي تعاني منها كرة القدم الإسبانية في مواجهة أندية البريميرليج والبوندسليجا بقوله: "نحن في وضع جيد، لكن لدينا بعض النواقص المهمة. علينا معالجة هذه النواقص لتوليد المزيد من الإيرادات والمنافسة. هناك أيضًا مشكلة في عالم يوم المباراة والتذاكر. لدينا عجز يقارب 600 مليون يورو كل موسم مقارنة بالدوري الإنجليزي الممتاز والبوندسليجا".

وأردف: "أكبر فجوة هي في المقصورات الخاصة أو التجارب المميزة. الملاعب الإسبانية تحتوي على 4.3% فقط من مقصورات الـVIP، بينما تحتوي ملاعب البوندسليجا على 9%، وملاعب البريميرليج على 11.5%. علينا أن نعالج هذا، وهذا أحد أسباب اتفاقية أموال CVC. هذه الأموال ستولد عائدات أكبر بكثير لجميع الأندية لكي تتمكن من التعاقد مع لاعبين. لدينا عجز لن يُحل إلا ببناء الملاعب وتجديدها. وأقدّر أن هذا سيُحل خلال أربع سنوات".

كما عاد رئيس "لا ليجا" ليؤكد تمسكه بالرقابة المالية مضيفا: "هناك أكثر من 200 مادة تنظيمية. نحن قطاع يبحث دائمًا عن ثغرات للالتفاف، لكن لهذا السبب لدينا قواعد أقرتها الأندية نفسها. انتبهوا. الرقابة المالية هي في الواقع النظام المحاسبي القديم: ما دخلي؟ ما مصاريفي؟ وما الدين الذي عليّ سداده؟ لدينا أربعة أنواع من الدخل: التلفزيون، يوم المباراة، الإعلانات التجارية، والرعايات. نحن القطاع الوحيد الذي لم يتم فيه تصفية أي نادٍ. أن تكون الأندية مدينة بـ700 مليون يورو لوكالة الضرائب كان أمرًا مخجلًا، أليس كذلك؟".

وأكمل تيباس مفسرًا كيفية تطبيق الخطة بعد توليه المسؤولية: "بعد وصولي، ركزنا على سداد ديون الأندية وتنفيذ الرقابة المالية، وكان البيع المركزي لحقوق البث التلفزيوني أساسيًا. عندما بدأت المبيعات المركزية، طُبق نظام مؤقت للعب المالي النظيف".

واستطرد: "تمكنا من جلب 500 مليون إضافية في عام واحد، وهذا ما سمح لنا ببدء تنفيذ خطة إعادة هيكلة الديون، وفي الوقت نفسه تطبيق قواعد اللعب المالي النظيف. لأنه لو لم يكن هناك لعب مالي نزيه، لذهبت تلك الـ500 مليون إلى اللاعبين، إلى سيارات الفيراري والـبورش واليخوت، وليس إلى سداد الديون العامة".

تصريحات تيباس ليست وليدة اليوم، إذ اعتاد الرجل على مهاجمة النموذج الاقتصادي المعتمد في إنجلترا وفرنسا. يرى أن تدفق الأموال من المُلّاك الأثرياء، سمح لبعض الأندية بالتحرر من الضوابط التقليدية.

مانشستر سيتي: منذ استحواذ مجموعة أبوظبي في 2008، أنفق النادي مئات الملايين سنويًا، ومع ذلك وُجهت له اتهامات متكررة بالتحايل على قواعد اللعب المالي النظيف من خلال تضخيم عقود الرعاية وتوزيع الإيرادات بطرق مشبوهة.

أما باريس سان جيرمان، فيعاني منذ سنوات من عجز سنوي يتجاوز 200 مليون يورو وفق تصريحات تيباس، رغم عقود الرعاية الضخمة وصفقات النجوم مثل نيمار ومبابي وميسي.

من منظور تيباس، هذه النماذج تمثل تهديدًا لفكرة الاستدامة المالية التي يدافع عنها تيباس. بالنسبة له، المنافسة لا يمكن أن تكون عادلة حين يلتزم طرف بالانضباط بينما يعيش الآخر على الخسائر المستمرة الممولة خارجيًا.

الرقابة المالية التي يفتخر بها تيباس بدأت تؤتي ثمارها بالفعل. فقد تراجعت ديون الأندية الإسبانية لمصلحة الضرائب بشكل ملحوظ منذ العام 2015، وأصبح الدوري الإسباني أحد أقل الدوريات الأوروبية تعرضًا لحالات الإفلاس.

لكن هذا النجاح لم يخلُ من انتقادات. فالبعض يرى أن القواعد الصارمة تضعف القدرة التنافسية للأندية الإسبانية في سوق الانتقالات، وتجعلها غير قادرة على مجاراة إنفاق الأندية الإنجليزية تحديدا. هذا الجدل بلغ ذروته مع رحيل نجوم مثل ليونيل ميسي وسيرجيو راموس، إذ عجزت أنديتهم عن تجديد عقودهم بسبب قيود سقف الرواتب.

وما ركّز عليه تيباس في حديثه عن المقصورات الخاصة يشير إلى أزمة عميقة في البنية التحتية. الملاعب الإسبانية، رغم تاريخها الكبير، لا تزال متأخرة في استغلال الجانب التجاري ليوم المباراة. بينما توفر الملاعب الإنجليزية والألمانية تجارب VIP واسعة تولد إيرادات ضخمة، تظل الملاعب الإسبانية تقليدية في تصميمها، وهو ما يؤدي إلى فجوة تقدَّر بنحو 600 مليون يورو سنويًا.

الاتفاق مع صندوق CVC –الذي منح الأندية تمويلًا طويل الأجل مقابل جزء من عائدات البث– يُفترض أن يُستخدم لتطوير هذه الملاعب، بحيث تتمكن الأندية من سد هذه الفجوة في غضون سنوات قليلة.