أخبار اليوم – سارة الرفاعي - وجّه الناشط الشبابي حمزة العمايرة نداءً حادًّا إلى الجهات التعليمية المعنية، مطالباً بإصلاح جذري لنظام القبول الموحد في الجامعات الأردنية، الذي وصفه بأنه “أحد أكثر الأنظمة إرباكاً وإحباطاً للطلبة بعد مرحلة التوجيهي”، مشيراً إلى أن ما يعيشه الطالب الأردني من متاعب متلاحقة بعد النجاح لا يقل عن ضغط الامتحانات نفسها.
وقال العمايرة إن رحلة الصدمات تبدأ مباشرة بعد إعلان نتائج الثانوية العامة، إذ يفاجأ الطالب برفض طلبه في الجامعات رغم إدخاله للتخصصات المطلوبة حسب اعتقاده، ليتبين لاحقاً أن معدلات القبول ارتفعت أو أن اختياره للتخصصات لم يكن موفقاً نتيجة غياب الإرشاد والتوضيح الكافي من الجهات المختصة.
وأضاف أن الطالب يعيش حالة من الإحباط واليأس في عمر الثامنة عشرة، قبل أن يدخل حتى أروقة الجامعة أو يتعرّف على حياته الجديدة، مؤكداً أن النظام الحالي “لا يراعي الجانب النفسي للطلبة ولا ظروفهم الاجتماعية أو الجغرافية”.
وتساءل العمايرة: “ما الهدف من أن يعيش الطالب حالة اكتئاب قبل أن يبدأ حياته الجامعية؟ لماذا لا يتم تحديث هذا النظام الذي لم يتغير منذ سنوات؟”، مشيراً إلى أن سوء التوزيع الجغرافي للتخصصات يُجبر بعض الطلبة على الالتحاق بجامعات بعيدة عن محافظاتهم، مما يرهقهم ويُرهق أسرهم مالياً بسبب تكاليف السكن والمواصلات والمعيشة.
وانتقد غياب الإعلام التربوي المتخصص الذي يمكن أن يوجّه الطلبة لاختيار تخصصاتهم بناءً على مؤشرات القبول وسوق العمل، مبيناً أن الاكتفاء بالمقابلات السريعة لا يعالج المشكلة.
وأكد العمايرة أن “نظام القبول الموحد بصورته الحالية أصبح نظاماً قديماً ومتهالكاً لا ينسجم مع تطور التعليم الحديث ولا مع حاجات الطلبة أو سوق العمل”، داعياً إلى تشكيل لجنة وطنية تضم خبراء في التربية والتعليم والتخطيط والإرشاد الأكاديمي لتطوير النظام بشكل شامل.
وختم حديثه قائلاً: “كفى عبثاً بمستقبل الطلبة، هؤلاء شباب الوطن وأمله، ولا يجوز أن نرهقهم بنظام يفتقر إلى المرونة والعدالة. إصلاح القبول الموحد هو مفتاح العدالة التعليمية، وهو استثمار مباشر في مستقبل الأردن وأجياله القادمة.”