أخبار اليوم – يستعيد الأردنيون بحنين واعتزاز حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، حين كان الفن الأردني يزدهر ويشكّل علامة فارقة في المشهد العربي، سواء من خلال المسلسلات الدرامية أو الأغاني التي جسّدت البيئة المحلية بكل صدق وواقعية. ويقول متابعون إن مقارنة الإنتاج الفني الحالي بتلك الفترة "تصدم المتلقي بحجم الانحدار الذي وصل إليه الفن والفنان الأردني"، حيث فقدت الأعمال الحديثة قيمتها الفنية والتراثية والاجتماعية، وغاب عنها المضمون الهادف والرسالة النبيلة.
كانت الأعمال الأردنية في الماضي، بحسب المختصين، تبث على معظم شاشات التلفزة العربية وتشكل سفيرًا حقيقيًا لحياة الأردنيين في البادية والريف والمزرعة، وتنقل تفاصيل الجلسات والسهرات الشعبية للأجداد والآباء بروح الأصالة والبساطة. ومن أبرز النماذج التي لا تزال حاضرة في الذاكرة برنامج "مضافة الحج مازن"، الذي قدّم نموذجًا اجتماعيًا راقيًا في طرح المشكلات المجتمعية ومناقشتها ضمن جلسة في بيت المختار بأسلوب فني تربوي عميق.
ويؤكد المهتمون بالشأن الثقافي أن الفن الأردني لن يستعيد مكانته ما لم يعد إلى جذوره الأولى، وإلى الإنسان الأردني المحافظ الذي كان مصدر الإلهام والإبداع في الماضي، مشيرين إلى أن أي تجربة فنية تنفصل عن البيئة والهوية الوطنية "محكوم عليها بالفشل منذ البداية".