أخبار اليوم - رصد - أثار الكاتب عبدالهادي راجي المجالي جدلًا واسعًا عبر منشور ساخر تناول فيه غياب منتج "سردين ميلو" من الأسواق المحلية، معتبرًا أن في ذلك تهديدًا للذاكرة الغذائية والاجتماعية الأردنية، بل ومؤامرة تستهدف رموز الفقر والكرامة التي شكلت وجدان الأردنيين في العقود الماضية.

وقال المجالي إن هذا المنتج لم يكن مجرد علبة سردين، بل جزءًا من تاريخ الكتائب والألوية في الجيش والأمن العام، ومن مكونات حياة البسطاء الذين لم يعرفوا "البوليفارد" ولا "البزنس بارك"، مضيفًا أن "ميلو" كان يسد الرمق ويغذي الذاكرة، متسائلًا عن سر اختفائه من الأسواق.

وطالب المجالي وزير الصناعة والتجارة بالكشف عن الأسباب الحقيقية وراء انقطاع المنتج، موجّهًا نداءً للجهات المختصة لتزويده بكرتونة واحدة على الأقل "حفاظًا على منسوب اليود لديه، والتصاقًا بذاكرته الوطنية" على حد تعبيره.

تصريح المجالي حمل نبرة رمزية لافتة، حيث انتقد ضمنيًا طبقة النخبة التي تنأى بنفسها عن رموز الهوية الشعبية، مؤكدًا أن الهُوية لا تُصاغ في استوديوهات التلفاز ولا في لجان الإدارة، بل في طعام الفقراء وصبرهم وذاكرتهم.