أخبار اليوم - قال رئيس الوزراء الأردني السابق، الدكتور بشر الخصاونة، إن هجرة الشباب لا يمكن النظر إليها على أنها تمرد على الوطن، بل تُعد مساهمة إيجابية في تحريك عجلة الاقتصاد، لما تحققه من عوائد مالية عالية تسهم في دعم الدولة.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية عُقدت اليوم الاثنين في جامعة الشرق الأوسط، تحت عنوان "الوطن والشباب.. نظرة إلى المستقبل"، تناول فيها الخصاونة عدداً من القضايا الوطنية، أبرزها دور الشباب، والأوضاع الاقتصادية، وموقف الدولة من جماعة الإخوان المسلمين المنحلة.
وأكد الخصاونة أن الشباب الأردني هو المورد الحقيقي للأردن والطاقة الفاعلة لبناء المستقبل، داعياً إلى ضرورة تمكينه وتعزيز دوره في صياغة مستقبل البلاد، مشيدًا بصبر المواطن الأردني وقدرته على التكيف مع تغيرات الحياة.
وأشار إلى أن الأردنيين عاشوا في السبعينيات والثمانينيات في ظل اقتصاد نفطي غير مباشر، حيث سادت الرفاهية رغم عدم وجود إنتاج نفطي محلي، لافتًا إلى أن التحديات الاقتصادية الحالية أكبر، وتُواجه بالمكاشفة والمصارحة من قبل الحكومات.
وكشف الخصاونة عن وجود فجوة مالية في الموازنة العامة تُقدّر بملياري دينار، ناجمة عن الفرق بين النفقات الأساسية من رواتب تقاعد وإنفاق مدني وخدمة الدين الخارجي، مبينًا أن الدولة تضطر إلى الاقتراض لتغطية هذا العجز.
وتحدث عن أبرز إنجازات حكومته السابقة، مشيرًا إلى رفع التصنيف الائتماني للمملكة، ومضاعفة قدرة القطاع الطبي بنسبة 300%، إلى جانب إطلاق مسارات التحديث السياسي وتحديث القطاع العام، ومشروع الناقل الوطني للمياه.
وأضاف أن حكومته عملت على استقرار نسبي في معدلات التضخم خلال الحرب الروسية الأوكرانية، وتوفير مخزونات غذائية استراتيجية، إضافة إلى دعم الطبقة الوسطى وتخفيف الإحباط لدى فئة الشباب من خلال إصلاحات اقتصادية وتعليمية.
وفي الشأن السياسي، أيد الخصاونة موقف الدولة بتجريم جماعة الإخوان المسلمين، قائلاً إن الأحداث الأخيرة "لا تحتمل إلا موقفًا واحدًا وردا فعلًا حاسمًا"، مشيرًا إلى أن ما قامت به الجماعة يُعد اعتداءً على الدولة من خلال حيازة السلاح.
وأكد أن الدولة الأردنية تعاملت مع حظر الجماعة وفق تنظيم محكم، بهدف منع تكرار تجارب دول أخرى سمحت لتنظيمات بحيازة السلاح، مضيفًا أن التأخر في المحاسبة بعد قرار القضاء باعتبار الجماعة محظورة عام 2020 كان لإعطاء فرصة لتصويب أوضاعها.
وفي ختام حديثه، عبّر الخصاونة عن رؤيته المتفائلة لمستقبل الأردن، مؤكداً إيمانه بأن "أجمل أيامنا لم تأتِ بعد"، ومشددًا على ثقته بقدرة الشباب الأردني على تجاوز التحديات وبناء مستقبل مشرق.