أخبار اليوم - ساره الرفاعي - أكدت مستشارة علم النفس رانيا أبو شاشية أن راحة البال ليست مجرد شعور مؤقت بالهدوء، بل هي مهارة عقلية ونفسية قابلة للتطوير بالممارسة والوعي. وأوضحت أن "راحة البال تعتبر جزءًا أساسيًا من الصحة النفسية المتوازنة، وتعكس قدرة الفرد على إدارة التوتر ومواجهة تحديات الحياة بمرونة".
وعرّفت أبو شاشية راحة البال بأنها "حالة من الهدوء الداخلي يشعر فيها الشخص بالأمان والتصالح مع الذات والرضا عن الحاضر، على الرغم من وجود التحديات"، مشيرةً إلى أنها "مؤشر على صحة عقلية متزنة وشخصية قادرة على التنظيم الذاتي".
وفي سياق حديثها، قدمت المستشارة النفسية مجموعة من الخطوات العملية لتعلم راحة البال كمهارة، شملت:
* الوعي الذاتي: البدء بمعرفة النفس من خلال ملاحظة الأفكار والمشاعر والمحفزات التي تسبب التوتر، وإدارتها بوعي بدلًا من التفاعل التلقائي.
* إدارة الأفكار: تعلم تغيير طريقة التفكير السلبي إلى أفكار أكثر توازنًا، وهو أساس في العلاج المعرفي السلوكي.
* التنفس والتأمل الواعي: التركيز على اللحظة الحالية دون حكم لتقليل التفكير الزائد وتعزيز الإحساس بالهدوء.
* القبول: إدراك ما لا يمكن تغييره والتعامل معه بواقعية بدلًا من مقاومته والتفكير فيه باستمرار.
* المرونة النفسية: تطوير القدرة على التكيف مع التغيرات وعدم التعلق الزائد بالأشياء، والنظر إلى التجارب الصعبة كفرص للنمو.
* العلاقات الصحية: التفاعل مع أشخاص داعمين والتواصل بصدق واحترام لتخفيف الضغط النفسي ومنح شعور بالاستقرار.
* إدارة الوقت وتنظيم الحياة: ترتيب الأولويات وأخذ فترات راحة منتظمة لتهدئة الذهن.
وحذرت أبو شاشية من عدة أمور تعيق راحة البال، مثل "التعلق المفرط بالماضي أو القلق من المستقبل، والتفكير الزائد، والمقارنة الدائمة بالآخرين، والمثالية الزائدة، وضعف المهارات الاجتماعية أو مهارات التأقلم".
وفي ختام تصريحها، أكدت المستشارة رانيا أبو شاشية على أن "راحة البال لا تأتي فجأة، بل هي ثمرة وعي مستمر وتدريب يومي"، مشددة على أن "كل شخص قادر على اكتسابها إذا تعامل معها كممارسة نفسية، لأن كل حالة عاطفية هي حالة مؤقتة".
واختتمت حديثها بسؤال مفتوح للمتابعين: "ما أكثر ما يسلبكم راحة بالكم؟ كونوا ملاذ اللطف، فالعالم سيء بما يكفي."