أخبار اليوم - السلط - بتول القضاة - مع اقتراب موسم الصيف، تتأهب مدينة السلط، الوجهة السياحية والثقافية العريقة، لاستقبال موسم سياحي واعد يحمل آمالاً كبيرة في تحريك عجلة الاقتصاد وتنشيط الحركة السياحية الداخلية والخارجية. ويأمل أبناء السلط أن تسهم الجهود الحكومية ومبادرات القطاع الخاص في تعزيز مكانة المدينة على خارطة السياحة الأردنية والعالمية، خاصة في ظل ما تزخر به السلط من إرث تاريخي وثقافي ومعالم طبيعية فريدة تؤهلها لأن تكون مقصداً سياحياً متكاملاً.
تعويل على السياحة الخارجية... وبرامج محلية غير مغذية للأسواق
أكدت ثائرة عربيات، إحدى الناشطات في المجتمع المحلي ومشهورة بالحفاظ على الهوية التراثية، أن السلط تعتمد بشكل كبير على السياحة المحلية، خاصة من خلال برنامج "أردننا جنة"، إلا أن هذا البرنامج، رغم أهميته في تنشيط السياحة الداخلية، لا ينعكس إيجاباً على مبيعات المحلات الصغيرة وأصحاب المشاريع الفردية. وأوضحت أن معظم زوار هذه البرامج لا يقدمون على شراء المنتجات المحلية أو دعم الحرف اليدوية والمشاريع الصغيرة، ما يقلل من العوائد الاقتصادية المتوقعة.
وأضافت عربيات: "نأمل أن يكون هناك تركيز أكبر على الترويج للسياحة العالمية، فالسائح الأجنبي يسهم بشكل مباشر في إنعاش الأسواق المحلية ودعم الاقتصاد المجتمعي، وهو ما نحتاجه لتعزيز التنمية المستدامة في المدينة."
الحاجة إلى تطوير مسارات سياحية جديدة
وفي إطار السعي لتقديم تجربة سياحية متكاملة، طالبت عربيات بإضافة مسارات جديدة إلى الخارطة السياحية في السلط، لتلبية مختلف الاهتمامات وتعزيز مدة إقامة الزوار، منها: المسار الديني الذي يضم نحو 19 مقامًا ومسجدًا لأولياء الله الصالحين في مناطق زي وعلان وسيحان وجلد، ويمكن أن يشكل نقطة جذب مهمة للسياح المهتمين بالسياحة الدينية والتاريخية.
أيضا المسار البيئي يستفيد من الجمال الطبيعي والتضاريس المميزة المحيطة بالمدينة، مثل منطقة سد الملك طلال، مع توفير أنشطة بيئية تسمح للسائح بالإقامة لعدة أيام واستكشاف الطبيعة الأردنية.
وكذلك المسار الثقافي والتعليمي الذي يهدف إلى إبراز الموروث التعليمي والثقافي للسلط، من خلال زيارة معالم مثل مدرسة السلط الثانوية "أم المدارس"، ومدرسة عزيز جاسر القديمة، وتقديم تجربة فريدة تسلط الضوء على تاريخ التعليم والثقافة في المدينة.
شارع القدس العربية... واجهة سياحية تحتاج إلى الدعم
من جانبه، أشار جلال الرحاحلة، أحد المستثمرين في قطاع السياحة والمطاعم، إلى أن شارع القدس العربية، رغم موقعه الاستراتيجي المطل على فلسطين، يعاني ضعفاً في البنية التحتية وقلة الاهتمام الحكومي. وأكد أن هذه المنطقة الحيوية بحاجة ماسة إلى تطوير خدمات النظافة، وتحسين الإنارة، وتنظيم المرافق السياحية بما يليق بمكانتها كواجهة حضارية للسلط.
وقال الرحاحلة: "رغم التصنيف السياحي لمطاعمنا والتزامنا بكافة المتطلبات الصحية والقانونية، إلا أننا لم نشعر بدعم حقيقي من الجهات المعنية. نحن بحاجة إلى محتوى ترويجي رسمي يعكس جماليات السلط وخصوصية شارع القدس العربية، ويسهم في تعزيز الحركة السياحية بشكل فعلي."
دعوات لزيارة رسمية والاطلاع على الواقع السياحي
وجه الرحاحلة نداءً مفتوحاً لدولة رئيس الوزراء وكبار المسؤولين لزيارة السلط والاطلاع عن قرب على واقع القطاع السياحي في المدينة، والاستماع إلى مقترحات المستثمرين وأصحاب المشاريع، بهدف وضع خطة تطوير شاملة تسهم في النهوض بالقطاع وتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة.
وأكد أن أبناء السلط يملكون أفكاراً ومبادرات قابلة للتنفيذ بسهولة وبتكاليف معقولة، لكنها تحتاج إلى الدعم الرسمي والترويج الفعّال، مشدداً على أهمية إبراز السلط كواجهة حضارية وسياحية على مستوى الإقليم والعالم.
رسالة وفاء وانتماء إلى الوطن
وفي ختام حديثهم، عبّر أبناء السلط عن اعتزازهم الكبير بالقيادة الهاشمية وبجهود جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد في دعم القطاع السياحي والاقتصاد الوطني. وأكدوا استعدادهم الدائم للمشاركة الفاعلة في كافة الفعاليات الوطنية وتنظيم المبادرات التي ترفع اسم الأردن عالياً.
وأشاروا إلى أن السلط تستعد حالياً للاحتفال بعيد الاستقلال في 25 أيار الجاري، حيث ستشهد المدينة فعاليات مميزة في شارع الستين، تعبر عن الانتماء والوفاء للوطن، وتعكس الوجه الحضاري للمدينة أمام الزوار والسياح من الداخل والخارج.