أخبار اليوم - شارك أكثر من نصف مليون شخص في مظاهرة حاشدة جابت شوارع العاصمة البريطانية لندن، إحياءً للذكرى السابعة والسبعين للنكبة، ورفضًا للإبادة الجماعية المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة المحاصر.
وانطلقت المسيرة ظهر أمس السبت من محطة "إمبانكمنت" باتجاه وسط المدينة، بدعوة من تحالف واسع من المؤسسات البريطانية المتضامنة مع فلسطين، من بينها "المنتدى الفلسطيني في بريطانيا"، و"أصدقاء الأقصى"، و"حملة التضامن مع فلسطين"، و"ائتلاف أوقفوا الحرب"، و"الرابطة الإسلامية في بريطانيا"، و "حملة نزع السلاح النووي" إضافة إلى نقابات طلابية وعمالية.
وأكد المنظمون أن هذه الفعالية تأتي للتنديد بـ"النكبة المستمرة"، والتي بدأت عام 1948 بتهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني، وتدمير ما يزيد على 500 بلدة وقرية، وارتكاب عشرات المجازر، لتتواصل حتى اليوم عبر نظام فصل عنصري، وحصار، واحتلال عسكري، وجرائم إبادة ترتكب بحق المدنيين في غزة.
وتزامنت المظاهرة مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسط صمت دولي مريب، حيث تجاوزا عدد الشهداء 52 ألفًا، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما دُمرت غالبية المنشآت المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين، وفق معطيات حكومية وحقوقية وأممية.
كما أدى العدوان إلى تهجير نحو مليوني فلسطيني داخل القطاع، في ظل أوضاع إنسانية كارثية، ونقص حاد في الغذاء والماء والدواء، ووسط تحذيرات من تفشي المجاعة والأوبئة.
وشهدت الفعالية كلمات غاضبة لعدد من المتحدثين باسم المؤسسات المنظمة، بالإضافة الى متحدثين من المؤسسات الإنسانية والمجتمعية مثل الناشطة البريطانية الفلسطينية ليان محمد، المؤرخ البريطاني ويليام دالريمبل، العقيدة السابقة والناشطة في أسطول الحرية آن رايت/ مدير مؤسسة الحق شهوان جبارين.
والقى فارس عامر كلمة باسم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وقال في خطابه: "رغم محاولات اقتلاع شعبنا ومحو وجوده، إلا أننا ما زلنا هنا، وسنبقى. ما يجري في غزة اليوم هو محاولة لإكمال مشروع النكبة، الذي بدأ قبل 77 عامًا. لكنهم سيفشلون، وستبقى فلسطين حرة من النهر إلى البحر".
وردد المتظاهرون هتافات من قبيل: "فلسطين حرة حرة"، و"من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة"، و"أوقفوا الإبادة في غزة"، بينما رُفعت أعلام فلسطين ولافتات تندد بسياسات الحكومة البريطانية وصمتها على الجرائم الإسرائيلية.
يُشار إلى أن هذه المسيرة تأتي في إطار سلسلة فعاليات شعبية في بريطانيا وأوروبا، إحياءً لذكرى النكبة، وتعبيرًا عن الرفض الشعبي المتصاعد للدعم الغربي غير المشروط للاحتلال الإسرائيلي، وللمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب في غزة.