هكذا تضع "إسرائيل" المحادثات بشأن غزة في الرماد

mainThumb
هكذا تضع "إسرائيل" المحادثات بشأن غزة في الرماد

19-05-2025 12:43 PM

printIcon

أخبار اليوم - تساءلت صحيفة ليبراسيون الفرنسية: “الهجوم البري الإسرائيلي على غزة، الذي بدأ يوم الأحد، هل يهدف إلى تدمير القطاع بالكامل واحتلاله، أم إلى الضغط على حركة حماس التي تجري معها مفاوضات غير مباشرة في الدوحة، من أجل التوصل إلى هدنة؟”.

وقالت الصحيفة إنه من خلال إطلاق الدبابات والجرافات نحو غزة، أو بالأحرى ما تبقى منها، وبعد أن قتلت الضربات المتواصلة خلال ثلاثة أيام أكثر من 300 فلسطيني، من بينهم نساء وأطفال كانوا يحاولون الاحتماء تحت خيام مؤقتة، تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كل التحذيرات التي أطلقتها بعض الدول العربية والغربية منذ يوم السبت.

الدفاع المدني الفلسطيني، الذي توقفت ثلاثة أرباع سياراته “بسبب نقص الوقود”، أفاد أيضا بأنه تم تسجيل نحو 200 شخص تحت الأنقاض خلال هذا الأسبوع وحده. يوم الأحد، اضطر آخر مستشفى حكومي في شمال غزة، وهو المستشفى الإندونيسي، إلى إغلاق أبوابه بعد أن حاصرته “طائرات درون إسرائيلية”. أما مستشفى العودة، فسيبقى مفتوحا، بحسب ما أكد مديره، موضحا أنه تم تسجيل ما لا يقل عن عشر ضربات جوية في محيط المستشفى خلال الساعات الأخيرة.

حماس التي أطلقت “قذيفتين” على إسرائيل يوم الأحد، لا تبدو مستعدة أيضا لوقف إطلاق النار، وهذا هو جوهر المأساة، تقول صحيفة ليبراسيون، مضيفة أن الفلسطينيين والإسرائيليين، وأيضا جزء من العالم، يجدون أنفسهم عالقين بين تطرفين لا يملك أحد السيطرة عليهما.

فما هو موقف رئيس أقوى دولة في العالم من هذه المأساة؟ تساءلت الصحيفة الفرنسية، موضّحة أن دونالد ترامب بعد أن لمح قبل أيام إلى أنه ليس غير مبالٍ بمعاناة سكان غزة، لم يعد يعلّق على الموضوع، وتصريحات المقربين منه تثير الحيرة بين التهدئة والتصعيد. فهل تخلّى القادة العرب، وخاصة ولي العهد السعودي الذي أبرم مع ترامب صفقات ضخمة الأسبوع الماضي، نهائيا عن القضية الفلسطينية، أم أنهم يبذلون كل ما في وسعهم من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار؟ تتساءل ليبراسيون.

واعتبرت الصحيفة أن الضغط القوي وحده من قبل القادة العرب قد يدفع دونالد ترامب، الطامع في الصفقات، إلى تغيير موقفه تجاه بنيامين نتنياهو، أو انتفاضة عامة في إسرائيل. فعدد الإسرائيليين الذين يعبرون عن غضبهم تجاه رئيس وزرائهم يتزايد، لكن ذلك لا يكفي للأسف، لأن التيار المتطرف في المجتمع ما يزال يحتفظ بقدرة كبيرة على الإيذاء. كما أن نتنياهو يخشى بشدة الفراغ الذي قد ينتج عن اتفاق سلام بالنسبة له، تقول الصحيفة.

في ليلة السبت إلى الأحد، وبينما كانت طائرات ومروحيات وطائرات مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي تقصف غزة من كل الجهات، كانت شاشات التلفزيون الإسرائيلية مضاءة لمتابعة نجاح المغنية يوڤال رافائيل في مسابقة يوروفيجن، في الوقت الذي كانت فيه أكياس الجثث البيضاء تتكدس في مشارح غزة.

عبثية الحرب تجعل من الممكن أن الحوثيين، على بُعد آلاف الكيلومترات، كانوا هم أيضا ملتصقين بشاشاتهم، بانتظار اللحظة الدقيقة لإطلاق صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل، ما أفسد قليلا من “الاحتفال” بإجبار ملايين الإسرائيليين على التوجه إلى الملاجئ، تتابع ليبراسيون.

ورأت الصحيفة أن المفاوضات الجارية إن أسفرت عن نتائج، فقد تؤدي إلى هدوء نسبي داخل القطاع، وتسهم أخيرا في تسهيل دخول الغذاء والوقود والمستلزمات الطبية، وتتيح إجلاء الجرحى. لكن من الصعب تصديق أن هذا سيغيّر من خطط المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لمستقبل غزة. فالهندسة العسكرية الإسرائيلية تواصل إحياء بصمة “الأصابع الخمسة” التي ابتكرها أرييل شارون في سبعينات القرن الماضي، والتي كانت تهدف إلى تقسيم القطاع لفرض السيطرة عليه.

كما أن خطة توزيع المساعدات الإنسانية، التي وضعتها مؤسسة أمريكية بموافقة الحكومة الإسرائيلية ورفض قاطع من المجتمع الإنساني، يجري تنفيذها حاليا: ففي ظهر يوم الأحد، تم تصوير عشرات العناصر الأمنية في صالة الوصول بمطار بن غوريون. وقد تحققت الصحافة الإسرائيلية من هوية هؤلاء الذين تم تجنيدهم لتأمين القوافل، والتي من المقرر نشرها قريبا.