أخبار اليوم - سعادة غمرت قلب الشابة شذا عيشان حين تقدم لها من ارتضت دينه وخلقه. ورغم ظروف الحرب الطاحنة على غزة، إلا أنها خططت لإقامة حفل خطوبة بسيط في منزل عائلتها، تدعو إليه عددًا محدودًا من المقربين لإشهار خطبتها.
تقول والدموع تسبق كلامها لصحيفة "فلسطين": "حددنا موعدًا أوليًا لحفل عقد القران، فتم تأجيله من قِبل عائلة خطيبي سعيد الصفطاوي بسبب استشهاد ابن عمه. ثم حددنا موعدًا آخر، ولكن القدر شاء أن يتم تأجيله مرة أخرى".
وتشير إلى أن خطيبها كان فرحًا جدًا بالخطوبة، ومستعجلًا على إتمام مراسم الزواج بشكل كبير:
"كان سعيد متشوقًا للاستقرار وبناء أسرة. اتفقنا على كل تفاصيل حفل الخطوبة، واتفقنا أن يُقام في منزل أسرتي، حيث إن خطيبي فقد منزله ويقيم في مدرسة الكرامة في حي التفاح".
وبينما سهرت شذا على الإعداد لحفل خطوبتها، الذي كان مقررًا في التاسع من مايو، باغت الاحتلال الإسرائيلي مدرسة الكرامة بالقصف. وفوجئت برسالة تعزية من أحد زملائها في العمل. لم تدرك شذا في البداية معنى هذه التعزية المفاجئة، ليصدمها زميلها بالقول: "سعيد استُشهد".
هرعت شذا إلى المستشفى تنتظر جثمان سعيد كي تُلقي عليه نظرة الوداع. مرت ساعات وساعات دون أن يأتي. ولاحقًا علمت أن الاحتلال منع أي أحد من دخول المدرسة وانتشال جثمانه.
ولم يكتفِ الاحتلال بذلك، بل زاد وجع عائلة خطيبها، إذ قنصت طائرة "كواد كابتر" تابعة للاحتلال الإسرائيلي شقيقه في رأسه بعد أن تمكن من الوصول إليه.
"قالوا لي إن سعيد كان على قيد الحياة عندما وصل إليه شقيقه، لكنهما استُشهدا معًا"، تضيف شذا.
وتبدلت مظاهر الفرح في بيت "عيشان"، من عروس كانت تنتظر خطيبها بالورود والفرح، إلى بيت عزاء يؤمه المعزون لتعزيتها في خطيبها، بعد أن نشرت عائلتها منشورًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعتذر فيه لكل المدعوين عن عدم انعقاد حفل الخطوبة بسبب استشهاد العريس.
وبثياب متشحة بالسواد، استقبلت شذا المعزين في سعيد، وتقول: "الإشهار تحول من إشهار بين الناس إلى إشهار عرفه كل الناس. انشهر في السما والأرض. كل الناس بتترحم عليه وبتدعيله".
وتمضي بالقول: "كان مستعجل على كل إشي، وبالآخر سابنا وراح كلنا. كنا مجهزين كل إشي للخطوبة، مش ضايل بس إلا إنه ييجي سعيد... ما إجاش. راح عند أبوي الشهيد يطلبني منه".
المصدر / فلسطين أون لاين