أخبار اليوم - عواد الفالح - تتواصل الاعتداءات التخريبية بحق الثروة الحرجية في مختلف محافظات المملكة، وسط صدمة شعبية كبيرة بعد حادثة قطع وإحراق 30 شجرة سنديان معمّرة في غابات ساكب بمحافظة جرش. ورغم إعلان الجهات الأمنية فتح تحقيق موسع في الحادثة، إلا أن الشارع الأردني يطالب بإجراءات عملية وحاسمة تضع حدًا لهذا الاستنزاف البيئي المتكرر.
المواطنون عبّروا عن استيائهم من استمرار مثل هذه الجرائم البيئية في ظل تقصير واضح في أداء المهام الرقابية من قبل الجهات المعنية بحماية الغابات. وأكدوا أن المشهد يتكرر سنويًا في مواقع مختلفة، من غابات برقش إلى منتزه غمدان، دون أن تفضي التحقيقات إلى نتائج واضحة أو محاسبة حقيقية للمتورطين.
وطالب الأهالي بضرورة تكثيف الرقابة الميدانية على الغابات، وتفعيل أدوات التكنولوجيا الحديثة مثل كاميرات المراقبة لرصد الاعتداءات، إلى جانب تنظيم حملات تفتيش دورية ومشددة على أماكن بيع الأخشاب في الأسواق، بهدف معرفة مصادر هذه الأخشاب وكشف الجهات التي تزود الباعة بها.
كما شددوا على أهمية تصنيف جرائم الاعتداء على الثروة الحرجية ضمن القضايا الكبرى التي تهدد الأمن البيئي الوطني، مؤكدين أن الحل الجذري يكمن في فرض عقوبات صارمة على المعتدين، ومنع الاتجار بالأخشاب إلّا بتصاريح رسمية تحت إشراف وزارة الزراعة.
واختتم المواطنون مناشداتهم بالتأكيد على أن حماية الغابات مسؤولية وطنية مشتركة، تتطلب تكاتف الجهود الرسمية والشعبية لضمان بقاء هذه الثروة الطبيعية للأجيال القادمة، محذرين من أن استمرار هذا الإهمال قد يحول غابات الأردن إلى مجرد ذكرى في كتب التاريخ.