أخبار اليوم - تالا الفقيه - حذر خبير الأمن الغذائي الدكتور فاضل الزعبي من تفاقم ظاهرة هدر الطعام على المستويين المحلي والعالمي، مؤكدًا أنها باتت تشكل أزمة بيئية واقتصادية وإنسانية تتطلب تحركًا عاجلًا من جميع الأطراف، بدءًا من الأفراد وصولًا إلى الحكومات والمؤسسات الدولية.
وقال الزعبي إن الإحصائيات العالمية تشير إلى فقد أو هدر نحو 1.3 مليار طن من الطعام سنويًا، أي ما يعادل ثلث الغذاء المنتج عالميًا، معتبرًا أن هذا الرقم “صادم” في ظل وجود ملايين الأشخاص حول العالم يعانون من الجوع وسوء التغذية.
وأشار إلى أن الأردن ليس بمنأى عن هذه الظاهرة، حيث يهدر الفرد ما يقارب 101 كغم من الطعام سنويًا، وفق تقرير مؤشر الهدر العالمي لعام 2024، مضيفًا أن التقديرات المحلية تظهر أن نحو 25% إلى 30% من الطعام المُحضّر يوميًا يُفقد أو يُهدر.
وأوضح الزعبي أن من أبرز أسباب هدر الطعام في المجتمعات العربية، ومن بينها الأردن، هو إعداد كميات زائدة عن الحاجة، والتنوع الكبير في الأصناف، وضعف التخطيط للوجبات، والعادات الاستهلاكية المبالغ فيها في قطاع الضيافة، إضافة إلى تأثير العروض التجارية والتخفيضات التي تدفع المستهلكين إلى الشراء العشوائي والتخزين غير المناسب.
وأكد الزعبي أن الحلول تبدأ من الوعي الفردي، داعيًا إلى تخطيط مسبق للوجبات، والشراء المسؤول، وتخفيض الكميات المطهية، وإعادة استخدام بقايا الطعام، والتبرع بالفائض للجمعيات الخيرية. كما شدد على أهمية دور السياسات الحكومية في فرض معايير للحد من الهدر، خصوصًا في قطاع المطاعم والفنادق.
وفي ختام حديثه، شدد الدكتور فاضل الزعبي على أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف 12 المتعلق بالاستهلاك والإنتاج المسؤولين، يمر حتمًا عبر تقليص هدر الطعام إلى النصف بحلول عام 2030، مشيرًا إلى أن ذلك يسهم بشكل مباشر في الحفاظ على الموارد الطبيعية، والحد من الانبعاثات الضارة، وضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة.