نابشوا الحاويات يجوبون أحياء عمّان بـ"بكبات" وكشافات ليلية .. فوضى بيئية وروائح خانقة

mainThumb
نابشوا الحاويات يجوبون أحياء عمّان بـ"بكبات" وكشافات ليلية... فوضى بيئية وروائح خانقة تثير استياء السكان

18-05-2025 06:48 PM

printIcon



أخبار اليوم - عواد الفالح - في مشهد يتكرر كل ليلة ومع حلول ساعات ما بعد منتصف الليل، تتحول شوارع وأحياء العاصمة عمّان إلى مسرح مفتوح لعمليات نبش الحاويات، حيث تجوب مركبات صغيرة تعرف بـ"البكبات"، مزودة بكشافات ضوئية قوية، بحثًا عن النفايات التي تحمل في طياتها ما يمكن بيعه وإعادة تدويره.

هذه الجولات الليلية التي يقودها أفراد يرافقهم في كثير من الأحيان أطفال صغار، باتت تُعرف بين أوساطهم بـ"ساعة المناجم"، حيث يبدأ البحث المحموم عن المواد القابلة للتدوير من بلاستيك وحديد ومعادن أخرى، وسط غياب تام لأي رقابة أو تنظيم.

ورغم أن هذه الظاهرة تعكس واقعًا اقتصاديًا صعبًا يعيشه بعض الأفراد، إلا أن ما يثير القلق والاستياء هو ما تتركه هذه الممارسات من فوضى بيئية وصحية، إذ تُعاد كميات كبيرة من النفايات إلى الشوارع بعد نبش الحاويات، وتتناثر القمامة في محيطها مسببة روائح خانقة ومناظر غير حضارية، فضلًا عن استقطاب الكلاب الضالة التي باتت تهدد أمن وسلامة السكان، خاصة الأطفال وكبار السن.

سكان عمّان يشكون فوضى الحاويات وروائح النفايات

يقول أحد سكان أحياء شمال عمّان: "نستيقظ كل صباح على مشاهد مؤسفة، الحاويات مقلوبة والنفايات مبعثرة في الشوارع، والروائح لا تطاق. هذه الظاهرة تتكرر يوميًا، ومع ذلك لا نرى أي تحرك رسمي لوقفها أو تنظيمها."

وأضاف آخر من منطقة في جنوب عمّان: "حتى الكلاب الضالة باتت تتجمع ليلاً حول الحاويات المبعثرة، وأصبحنا نخشى على أطفالنا من الأمراض والمخاطر الأمنية التي قد تحدث نتيجة ذلك."

السكان عبّروا عن استيائهم من غياب الدور الفعّال للبلديات والجهات المعنية في ضبط هذه الظاهرة، مؤكدين أن استمرار هذه الفوضى يسهم في تشويه صورة العاصمة ويعكس حالة من الإهمال البيئي والصحي.

مطالب شعبية بتدخل رسمي وحلول جذرية

يطالب الأهالي في مختلف مناطق عمّان بتكثيف الرقابة الليلية، وملاحقة المركبات التي تقوم بهذه الأعمال العشوائية دون ترخيص أو التزام بمعايير الصحة العامة. كما دعوا إلى فرض غرامات رادعة بحق المخالفين، وتنظيم عمل الباحثين عن المخلفات تحت مظلة قانونية تضمن سلامة البيئة وتحفظ كرامة العاملين في هذا المجال.

واقترح مواطنون ومختصون بيئيون إطلاق مبادرات رسمية لجمع وفرز النفايات القابلة لإعادة التدوير بطريقة منظمة، وتوفير نقاط تجميع خاصة تحت إشراف البلديات، مع تقديم حوافز مالية للمواطنين لتشجيعهم على فرز نفاياتهم من المصدر.

ظاهرة مقلقة تبحث عن حل

في ظل استمرار هذه الممارسات دون حلول جذرية، يبقى المشهد في عمّان ليليًا قاتمًا، تضيئه كشافات "البكبات" فيما يعمّ الفوضى محيط الحاويات، وتفوح منه الروائح الكريهة التي تفسد هواء العاصمة مع كل فجر جديد.

ويبقى السؤال مفتوحًا أمام الجهات المعنية: إلى متى ستبقى شوارع عمّان مسرحًا لهذه الفوضى الليلية، دون تدخل حاسم يعيد للمدينة نظافتها ويصون صحة سكانها؟