أخبار اليوم - في أول أيام الموسم السياحي هذا العام، كانت عجلون على موعد مع آلاف الزوار الباحثين عن لحظات هدوء بين الأشجار وصوت الطبيعة. السيارات توافدت تباعًا إلى المرتفعات، والضجيج تحوّل إلى ضحك وأغانٍ وشواءٍ على الحطب. لكن مع غروب الشمس، رحل المتنزهون وبقي ما يشهد على وجودهم: أكياس بلاستيكية، عبوات مياه فارغة، وبقايا طعام مبعثرة تحت ظلال البلوط والسنديان.
تشهد محافظة عجلون انطلاقة نشطة للموسم السياحي، مدفوعة بجمال طبيعتها وهوائها النقي، لكن هذا الإقبال الكبير بات يصطدم بسلوكيات سلبية، أبرزها الرمي العشوائي للنفايات وتركها في المواقع الطبيعية، ما يهدد النظام البيئي ويشوّه الصورة العامة للمواقع السياحية.
عدد من المهتمين بالشأن البيئي عبّروا عن قلقهم من استمرار هذه الظاهرة، مطالبين بضرورة تفعيل أدوات الردع، من خلال تركيب كاميرات مراقبة، وتغليظ العقوبات بحق المخالفين، مؤكدين أن "الوعي وحده لا يكفي، والقانون هو الرادع الوحيد لمن اعتاد التعدي على المكان".
واقترح مواطنون تنظيم أماكن مخصصة للتنزه مزوّدة بخدمات بلدية ورقابة شرطية، يتم الدخول إليها برسوم رمزية (دينار إلى ثلاثة دنانير)، على أن يُمنع التخييم أو التنزه العشوائي خارجها، لضمان النظافة والسلامة البيئية.
ورغم الجهود التي تبذلها بعض الجهات المحلية، يؤكد ناشطون أن القضية بحاجة إلى تكامل أدوار بين المواطن والبلدية والأجهزة الرقابية، لتبقى عجلون كما عهدها الأردنيون: خضراء، نظيفة، ومضرب مثل في السياحة البيئية المسؤولة.