استغلال تجاري وفوضى تنظيمية واستهانة بالجمهور الأردني في مباراة النشامى والعراق

mainThumb
استغلال تجاري وفوضى تنظيمية واستهانة بالجمهور الأردني في مباراة النشامى والعراق

11-06-2025 06:42 PM

printIcon

فوضى التنظيم تُفسد فرحة الجماهير الأردنية في مباراة العراق: التذاكر بيعت... والمقاعد اختفت!

أخبار اليوم - عواد الفالح - رغم الحماس الجماهيري الكبير الذي رافق مباراة منتخبنا الوطني أمام شقيقه العراقي، إلا أن التجربة الجماهيرية يوم أمس في استاد عمان الدولي تحوّلت إلى حالة من الإحباط والاستياء، بسبب سوء التنظيم وغياب الحد الأدنى من احترام إنسانية المشجع الأردني.


معاناة بدأت من شراء التذاكر

منذ طرح التذاكر إلكترونيًا عبر موقع الاتحاد الأردني لكرة القدم، واجه الآلاف من المشجعين صعوبة شديدة في الحصول عليها. جلس كثيرون لساعات أمام شاشات الحاسوب محاولين اقتناص مقعد، بعضهم نجح وآخرون فشلوا، لكن المفاجأة الحقيقية كانت بانتظار من حصلوا على تذاكر بالفعل.

ممرات حديدية... لا تليق بالجماهير

عند الوصول إلى مدينة الحسين للشباب، تفاجأ الحضور بطريقة عبور أشبه "بمتاهة حديدية"، غير لائقة إطلاقًا بجمهور جاء ليشجع ويدعم منتخبه. ممرات ضيقة، طويلة، ومربكة، أجبرت الآلاف على السير عشرات الدقائق للوصول إلى المدرجات، وكأنهم في طواف إجباري وسط دعوات وضيق وانزعاج.

غياب التنظيم عند البوابات... والتذاكر لا تكفي للدخول

ما إن وصل الجمهور إلى بوابات الاستاد حتى بدأت الفوضى؛ لا نظام إلكتروني واضح، ولا تفتيش منظم، بل تدافع وصراخ وأشخاص يقررون من يدخل ومن يُمنع. بعض التذاكر لم تُختم بالجهاز الإلكتروني، وبعض من لا يحملون تذاكر دخلوا، بينما تم منع آخرين يحملون تذاكر سليمة، بحجة أن "الملعب امتلأ"!
السؤال الذي طرحه الجميع: من الذي أخذ مكان حامل التذكرة؟

داخل الاستاد... فوضى في المقاعد واستغلال تجاري فاضح

المقاعد لم تكن نظيفة، ولا منظمة، وغصّت بالجمهور فوق بعضه، فيما العدد المعلن على الشاشات لا يعكس الحقيقة على الإطلاق.
أما الخدمات، فقد تحوّلت إلى استغلال واضح: كأس الماء بـ25 قرشًا، والسندويش بدينارين! ورغم منع دخول الأطعمة والمشروبات من الخارج، تُفرض الأسعار داخل المدرج بلا رقيب أو حسيب.

متى نرتقي بثقافة احترام الجمهور؟

مشهد الخروج لم يكن أفضل حالًا، بل أعاد المشجعين إلى ذات الممرات المربكة، في ظل غياب خطة واضحة لتفويج الآلاف بأمان وسهولة.
ما جرى يوم أمس لا يُغتفر؛ فالجمهور الذي وقف خلف المنتخب يستحق الاحترام، لا الإهانة أو الاستغلال.
إن ما حدث يستدعي مراجعة شاملة لآلية دخول الجماهير وتنظيم المباريات، لأن حب الناس لمنتخبهم لا يجب أن يكون ذريعة لإذلالهم.


المطلوب الآن ليس اعتذارًا... بل تصويبًا جذريًا.
ففي الدول التي تحترم جمهورها، التذكرة تعني تصريحًا بالدخول، ومقعدًا محفوظًا، وتجربة رياضية محترمة. أما عندنا، فلا زال المشجع يُعامل كمتسلل!