أخبار اليوم - صفوت الحنيني - علّق الخبير الأمني والاستراتيجي د. بشير الدعجة على ما ورد في التقارير الدولية بشأن احتلال الأردنيين المرتبة الثانية بعد الموريتانيين في محاولات الدخول غير النظامي إلى الولايات المتحدة الأميركية، واصفًا الأمر بأنه "ظاهرة تستحق التوقف والتحليل الموضوعي" وليست مجرد رقم عابر.

وأوضح الدعجة في حديثه لـ"أخبار اليوم" أن الهجرة غير النظامية من الأردن لا تعكس بالضرورة ضعف الانتماء أو رغبة في خرق القانون، بل هي رسالة صامتة تعكس حجم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها الشباب الأردني، لا سيما في ظل انسداد الأفق المهني وغياب الفرص التي تضمن له حياة كريمة ومستقبلًا آمنًا.

وقال: "هذه ليست تهمة موجهة لأحد، بل حالة إنسانية تتكرر في العديد من المجتمعات حول العالم، ويجب أن تُفهم في سياقها الاجتماعي والاقتصادي."

وأكد الدعجة أن ما يحتاجه الأردن اليوم ليس فقط الاكتفاء برصد الأرقام والإحصاءات، بل الوقوف أمام دلالات هذه الأرقام ومعالجة جذور الظاهرة، من خلال خطط واقعية تتيح للشباب فرصًا تحفظ كرامتهم، وتؤمّن لهم الاستقرار داخل الوطن.

وأضاف أن المسؤولية في مواجهة هذه الظاهرة ليست حكرًا على الحكومات فقط، بل هي مسؤولية جماعية تشمل أيضًا القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، داعيًا إلى إطلاق مبادرات وطنية متكاملة تعيد ثقة الشباب في وطنهم وتمنحهم أسبابًا للبقاء لا للمغادرة.

واختتم قائلاً: "المواطنة لا تعني فقط الانتماء للجغرافيا، بل الإيمان بأن الوطن يتسع لأحلام الجميع، ويملك الإرادة لحمايتهم من الحاجة إلى الهروب أو التسلل المجهول."