وسائل الإعلام الأردنية تحت مجهر النقد: وجوه مكررة، تحليل سطحي، وتلميعٌ يثير التساؤلات

mainThumb
وسائل الإعلام الأردنية تحت مجهر النقد: وجوه مكررة، تحليل سطحي، وتلميعٌ يثير التساؤلات

15-06-2025 06:54 PM

printIcon

أخبار اليوم - كتب محرر الشؤون المحلية

تواجه بعض وسائل الإعلام المحلية انتقادات متصاعدة من جمهور المتابعين والمهنيين، بعد تكرار ظهور أسماء بعينها في تغطية الأحداث الكبرى، لا سيما التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، وسط غياب واضح للضيوف المتخصصين في الشأن العسكري أو الاستراتيجي، وضعف في عمق التحليل والمضمون.

المتابعون عبّروا عن استيائهم من اعتماد بعض البرامج الحوارية على وجوه مألوفة يتم استدعاؤها باستمرار، رغم محدودية خبرتها في الملفات التي تُطرح على الطاولة. وفي الوقت الذي كانت فيه كبرى القنوات الإقليمية تستضيف جنرالات سابقين وخبراء استراتيجيين لتحليل التطورات الميدانية بدقة، اكتفى بعض الإعلام المحلي بإعادة تدوير الأسماء ذاتها التي كثيرًا ما تنتقل من موضوع اقتصادي إلى سياسي ثم إلى ملف عسكري، وكأن التخصص لم يعد ضرورة في الخطاب الإعلامي.

وبحسب ما رصدته "أخبار اليوم"، فإن بعض الحلقات التي بُثت مؤخرًا غابت عنها أي مرجعية تحليلية واضحة، واقتصرت على استعراضات إنشائية وشعارات فضفاضة تتكرر في كل مناسبة، دون أن تقدم للمشاهد ما يُعينه على فهم المشهد المعقّد في المنطقة. الأمر تجاوز ضعف الإعداد إلى ما يشبه فرض بعض الأسماء على الشاشة، في حالة من "التلميع الإعلامي" المتكرر، الذي يثير التساؤل حول المعايير الحقيقية لاختيار الضيوف.

مصادر مطلعة في الوسط الإعلامي تحدثت عن وجود أزمة حقيقية في آلية الإنتاج، تبدأ من ضيق الوقت وعدم وجود قواعد بيانات محدثة للخبراء، ولا تنتهي عند حسابات "الشعبية" و"المعرفة الشخصية"، والتي تحوّلت للأسف إلى بوابة عبور رئيسية لبعض الضيوف إلى البرامج الحوارية. وفي كثير من الأحيان، يُختار الضيف بناءً على حضوره الإعلامي السابق، لا على خلفيته المعرفية ومدى صلته المباشرة بالموضوع المطروح.

ما يزيد من حجم الفجوة هو المقارنة اليومية التي يقوم بها المشاهد بين القنوات المحلية ونظيرتها العربية، حيث يلاحظ فرقًا كبيرًا في مستوى الطرح وجودة التحليل وتنوع الضيوف. وتنعكس هذه الفروقات بشكل مباشر على درجة الثقة التي يمنحها الجمهور للمحتوى المحلي، والتي تتراجع كلما استُعيض عن التحليل العلمي بالصوت المرتفع والكلام الإنشائي.

هذا الواقع دفع بعدد من الإعلاميين إلى المطالبة بإعادة النظر في أساليب العمل داخل غرف الإنتاج، والابتعاد عن النمط التقليدي في استضافة الضيوف، وفتح المجال لخبراء حقيقيين من أصحاب الكفاءة والتجربة، خاصة في ظل وجود عدد كبير من الأكاديميين والعسكريين المتقاعدين والمتخصصين في مجالاتهم، ممن لم تُتح لهم الفرصة بعد لتقديم قراءاتهم المحترفة على الهواء.

تحديات الإعلام الأردني اليوم ليست في نقص الإمكانات، بل في ترتيب الأولويات، والالتزام بالمهنية، والقدرة على مجاراة المشهد العربي الذي يتغير بسرعة. وفي زمن الحروب والصواريخ، لا يكفي أن تملأ الشاشة بوجه معروف، بل أن تملأ عقل المشاهد بفهم صحيح وتحليل عميق. وهذه مسؤولية لا تحتمل