بين التحذير والفضول .. أطفال الأردن يلاحقون صواريخ الحرب من فوق الأسطح

mainThumb
بين التحذير والفضول.. أطفال الأردن يلاحقون صواريخ الحرب من فوق الأسطح

18-06-2025 08:11 PM

printIcon

أخبار اليوم - هديل الطوالبة

رغم التحذيرات الرسمية المتكررة، ورغم إطلاق صافرات الإنذار التي يفترض أن تدفع المواطنين إلى الاحتماء، إلا أن المشهد في عدد من مناطق الأردن يعكس صورة مغايرة تماماً: الأطفال يصعدون إلى الأسطح، وبعض العائلات تخرج إلى الشوارع، كلهم يحدقون في السماء، يترقبون مرور الصواريخ الإيرانية المتجهة نحو إسرائيل، وكأن الأمر عرضٌ بصري لا يهدد حياة ولا يخلف دماراً.

الحدث الذي يحمل في طياته رعباً إقليمياً، تحوّل في بعض الأحياء إلى لحظة جماعية للمشاهدة، إلى "فرجة" عائلية، يشارك فيها الكبار والصغار على حد سواء. العيون تتابع، والكاميرات توثق، وبعض الأهالي يشرحون لأبنائهم نوع الصاروخ واتجاهه... بينما الحقيقة المؤلمة أن تلك الأجسام الطائرة، مهما كان مسارها، تبقى تحمل احتمالية الانفجار، وسقوط الشظايا، وإحداث أضرار قد لا تُحتمل.

أين ثقافة الحماية؟

الأسئلة التي تفرض نفسها كثيرة، أولها: لماذا لم تُترسّخ بعد ثقافة الحماية والاحتماء لدى المجتمع الأردني، خصوصاً في ظل بيئة إقليمية متقلبة؟ أين دور الأسرة في منع الأطفال من التعامل مع هذه المشاهد كأنها ألعاب نارية أو عروض احتفالية؟ ولماذا يبدو أن التحذيرات الرسمية لم تُفهم بالجدية الكافية؟

الموت قد يأتي صدفة

الخبراء الأمنيون يحذرون: الصواريخ قد تنحرف، والشظايا قد تسقط على مناطق مأهولة، واحتمالات الإصابة ليست خيالية، بل واقعية جداً. الموت في مثل هذه اللحظات قد لا يُستأذن، وقد لا يُفرّق بين متفرج ومُستهدَف، بين طفل يصوّر، وأب يشرح، وأم تراقب.

رسالة إلى الأهالي

على الجميع أن يدركوا أن اللحظة خطيرة، وأن ما يُبث في السماء ليس عرضاً سينمائياً. الحفاظ على الأطفال مسؤولية جماعية، والتعامل مع الصواريخ كوسيلة للفرجة هو قتل محتمل... لكنه هذه المرة قد يأتي بابتسامة طفل ودهشة عينين تنظران إلى السماء، قبل أن تُغلقا إلى الأبد.

الصواريخ لا تعرف من يراها ومن يهرب منها… لكنها حتماً تعرف كيف تقتل.