ضحية الحصار .. "صابرين" فارقت الحياة في انتظار علاج مسلوب

mainThumb
ضحية الحصار.. "صابرين" فارقت الحياة في انتظار علاج مسلوب

22-06-2025 10:40 AM

printIcon

أخبار اليوم - ثمانية أشهر من المعاناة أقعدت المواطنة صابرين بربخ عن الحركة وأفقدتها القدرة على التواصل مع من حولها من أبنائها وزوجها، الذين كانوا يرونها تذبل يوما بعد يوم دون أن يستطيعوا أن يقدموا لها يد المساعدة، في حين يعلقون آمالهم على تحويلة العلاج بالخارج التي حصلت عليها، علها تعيد لها جزءا من صحتها.

لكن الموت كان أسرع من السفر للخارج بسبب الإغلاق الإسرائيلي لمعابر قطاع غزة، ومنع عشرات الآلاف المواطنين من تلقي العلاج بالخارج.

فقد تجددت معاناة المريضة صابرين مع مرض السرطان عندما توقفت يدها اليسرى عن الحركة فاعتقدت ـ وفق زوجها حبيب بربخ- أن الأمر متعلق بالتعب الشديد الذي أصابها اثر المشقة التي تواجهها في كل أعمالها المنزلية كغيرها من نساء قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة عليه، فلجأت لطبيب عظام لمعرفة سبب هذا التوقف فلم يجد أسبابا تفسر ذلك.

ولكون صابرين قد عانت مسبقا من مرض السرطان في المعدة قبل ست سنوات خلت حيث تلقت العلاج في قطاع غزة والقدس المحتلة إلى أن تحسنت حالتها، ارتأت أن تعرض نفسها على طبيب مختص بالأورام عله يجد سببا لتوقف يدها عن الحركة فكانت الصدمة بأن مرض السرطان عاود الانتشار في جسدها بشكل كبير وهي التي كانت توقفت عن المتابعة الدورية لصحتها بسبب ظروف الحرب.

يقول زوجها لصحيفة "فلسطين":" اكتشفنا انتشار المرض في العظام والمبايض والدماغ والظهر والقدمين، فعليا كان منتشرا في كل أنحاء جسدها تقريبا، فمنح لها الأطباء تحويلة طبية طارئة للسفر للعلاج بالخارج".

ويضيف :" وبانتظار السفر اخذت صحة زوجتي تتدهور يوما بعد يوم التي أصبحت تعيش على المسكنات القوية في ظل عجز الأطباء عن علاجها اثر تدمير المنظومة الطبية بغزة".

ويشير إلى أن جسد زوجته أنهك بسبب المرض حيث كانت تقضي اغلب وقتها بالنوم بسبب المسكنات القوية التي تاخذها وأصبحت عاجزة عن القيام بمهام بيتها واولادها الثلاثة.

وفي الفترة الأخيرة قبل وفاتها الخميس الفائت أصبحت صابرين لا تميز من حولها اثر تفشي المرض بدماغها وطريحة الفراش لا تستطيع حتى دخول الحمام، "عانينا من ظروف نفسية ومادية صعبة للغاية لولا عدد من فاعلي الخير الذين كانوا يجودون ببعض المال يساعدني في توفير مستلزمات بيتي ومرض زوجتي في ظل تعطلي عن العمل".

وقد كان حبيب عاجزا عن الغياب عن المنزل بسبب عجز زوجته عن القيام بمهامها وحاجتها للرعاية بجانب النزوح القسري المتكرر فقبيل وفاتها نزحت الأسرة مجددا من مدينة خانيونس للمواصي مع ما يعنيه ذلك من صعوبة نقلها حيث أنها لم تستطع الحركة عن فراشها ابدا.

وكان زوج المريضة صابرين وأبناؤها يعلقون آمالهم على سفرها للعلاج بالخارج حتى تستعيد جزءا من قواها ولكن القدر كان اسرع فتوفيت صابرين دون أن يسمح لها الاحتلال الإسرائيلي بالسفر للعلاج بالخارج وترك زوجها وأبناءها يعانون مر الفراق خاصة الصغيرة منى التي ما زال والدها يخفي عنها حقيقة وفاة والدتها ويخبرها بأنها في المستشفى تتلقى العلاج.

المصدر / فلسطين أون لاين