عمان -أخبار اليوم - تالا الفقيه
من قلب عروس البحر الأحمر، مدينة العقبة، سلطت ولاء محمد عبد أبو العز الضوء على إحدى أبرز مفردات التراث العقباوي العريق: أكلة «الصيادية»، التي تُعد رمزًا لماضي المدينة البحري وذاكرتها الشعبية الغنية.
وأوضحت ولاء أنّ الصيد كان في الماضي مصدر رزق لمعظم أهالي العقبة، حيث كانت رحلات الصيد تستمر أسبوعين في البحر، ما جعل الأكلات البحرية جزءًا أساسيًا من حياة الناس اليومية، في الفرح والحزن وحتى العادات والسلوكيات.
وتتميز «الصيادية» بمكوناتها البسيطة ودلالاتها العميقة؛ إذ تُحضّر من البصل، الأرز طويل الحبة، البهارات الخاصة كالكُمّون والفلفل الأسود والملح، وأنواع مختلفة من السمك مثل الشعور والهامور والنازل. ويُكتسب الأرز لونه البني المميز من طريقة قلي البصل حتى يصبح ذهبيًا مائلًا للبني قبل خلطه بالماء.
وبيّنت ولاء خطوات إعداد الصيادية: يُبهَّر السمك جيدًا ثم يُطهى سريعًا في مرق البصل والبهارات، بعدها يُصفّى المرق ويُستخدم لطهي الأرز، ليُقدَّم في طبق كبير مع قطع السمك وعصير الليمون الطازج، إضافةً إلى صوص الصيادية المُعدّ من مرق السمك.
وأكدت ولاء أنّ هذه الأكلة، رغم بساطة مكوناتها وطريقة تحضيرها، تحمل قيمة رمزية كبيرة لأهالي العقبة، حيث تجمع بين عبق البحر وكرم الضيافة وأصالة التراث العقباوي المتنوّع.