الكرامة – أخبار اليوم - يُواصل جسر الملك حسين، المنفذ الوحيد بين الضفة الغربية والأردن، تسجيل ازدحام كبير منذ أيام، حيث يشكو المسافرون من تأخير طويل في الإجراءات، واكتظاظ شديد حتى في مسارات كبار الشخصيات (VIP).
وتُشير مصادر ميدانية ومتابعين لحركة الجسر إلى أن أحد أبرز أسباب هذه الأزمة يعود إلى نشاط تهريب السجائر من السوق الحرة داخل المعبر إلى الأراضي الفلسطينية، وهو ما أصبح يُشكّل عبئًا يوميًا على الحركة الطبيعية للمسافرين.
وبحسب روايات متطابقة، يتوجه العشرات يوميًا من الضفة الغربية إلى الجسر في ساعات الصباح الأولى، بهدف شراء كميات كبيرة من السجائر مستغلين الفارق الكبير في الأسعار بين الجانبين، ثم يقومون بتحميل تلك الكميات على المسافرين، من خلال التوسل أو الإلحاح أو تقديم مبالغ مالية.
هذا السلوك المتكرر بات، وفق شهود عيان، يعيق حركة الباصات، ويؤخر إجراءات العبور، ويُربك العمل داخل المعبر، خاصة أن عمليات نقل الدخان تتم داخل الحافلات بطريقة غير رسمية وتفتقر إلى التنظيم، ما يتسبب باختناقات متتالية في أوقات الذروة.
في هذا السياق، برزت مطالبات فلسطينية من داخل الضفة الغربية تطالب بوقف بيع السجائر مؤقتًا في السوق الحرة داخل المعبر، ولمدة لا تقل عن شهرين، للحد من ظاهرة التهريب التي تُساهم بشكل واضح في تفاقم الأزمة. وأكدت تلك المطالبات أن تجار الدخان ومهربيه باتوا طرفًا رئيسيًا في مشهد الازدحام اليومي، على حساب المئات من العائلات التي تعبر الجسر في كلا الاتجاهين.
من جانب آخر، أجرى وزير الداخلية مازن الفراية اليوم زيارة ميدانية إلى جسر الملك حسين، تفقد خلالها واقع الحركة على الأرض، وأصدر عددًا من التوجيهات والتعليمات المباشرة للجهات المعنية لضمان عودة العمل بشكل أكثر تنظيمًا، وبما يُسهم في تخفيف الضغط، وتحقيق انسيابية العبور بعيدًا عن أية اختلالات.