القدس - أخبار اليوم - صفوت الحنيني
قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس الدكتور أيمن نجيب في حديثه لـ"أخبار اليوم" إن تصويت الكنيست الإسرائيلي اليوم على مشروع دعوة الحكومة لضم الضفة الغربية يكشف بوضوح مدى تغلغل الفكر المتطرف داخل المجتمع الإسرائيلي حيث أُقر القرار بـ 71 صوتًا مقابل امتناع 13 نائبًا معظمهم من النواب العرب
وأوضح نجيب أن القرار رغم كونه غير ملزم في هذه المرحلة إلا أنه يعكس نية سياسية خطيرة وسياسة ممنهجة على الأرض إذ إن الضم الفعلي للضفة الغربية يجري يوميًا من خلال ابتلاع الأراضي والتوسع الاستيطاني دون توقف محذرًا من أن هذا التصعيد يأتي قبيل انعقاد مؤتمر باريس الذي تنسق له المملكة العربية السعودية وفرنسا بمشاركة أطراف عربية وأوروبية ودولية بهدف إحياء حل الدولتين
وأكد أن الأخطر في هذا التصويت هو دعم غالبية المعارضة الإسرائيلية للقرار ما يعني غياب أي صوت إسرائيلي يؤمن بالسلام الحقيقي مع الشعب الفلسطيني مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الداخل الإسرائيلي لم يعد يعرف فارقًا بين معارضة وحكومة فكلاهما بات يدفع باتجاه المزيد من التطرف وإنهاء فكرة الدولة الفلسطينية
وأشار إلى أن الفلسطينيين قبلوا بمبادرة السلام العربية وبحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 كما تبنى العالم هذا الطرح ووافق عليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرارًا وتكرارًا إلا أن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة اليمين المتطرف لا تزال تقابل كل مبادرة بالدم والتشريد والعنف وها هي تسعى الآن لتفجير الوضع في الضفة بعد تجربتها في قطاع غزة
وأضاف نجيب أن المشهد الذي يسعى الاحتلال لتكراره من خلال تهجير سكان غزة قد ينتقل إلى الضفة الغربية خصوصًا أن هناك مؤشرات واضحة على السعي لتفكيك الكيان الفلسطيني من جذوره في وقت تعاني فيه السلطة الفلسطينية من أزمة مالية خانقة تهدد قدرتها على الاستمرار وتفتح الباب أمام انهيار مؤسساتها
وأشار إلى أن انهيار السلطة الفلسطينية سيكون كارثيًا ليس فقط على المشروع الوطني الفلسطيني بل على الكيان الإسرائيلي نفسه نظرًا للتشابك العميق بين الضفة الغربية والمدن الإسرائيلية على عكس قطاع غزة ما يعني أن أي انهيار في بنية السلطة سيقود إلى فوضى شاملة وأوضاع أمنية لا يمكن السيطرة عليها
واختتم نجيب حديثه بالقول إن هذه الخطوات الإسرائيلية لا تقود إلا إلى مزيد من العنف والدمار وأن ما يفعله المجتمع الدولي من صمت وعجز يشكل مساهمة مباشرة في خلق أجواء التفجير المستمر في المنطقة مؤكدًا أن العنف لا يُصنع في فراغ بل بتخاذل العالم عن التصدي لمشاريع الاحتلال