أخبار اليوم – تالا الفقيه - حذّر الخبير في التقنيات وتكنولوجيا المعلومات المهندس مجدي القبالين من تفشي ظاهرة الابتزاز الإلكتروني، واصفًا إياها بأنها من أكثر أشكال الجرائم انتشارًا في العالم اليوم، سواء على مستوى السلطات التنفيذية أو المحاكم، وذلك لكونها وسيلة سريعة وغير مشروعة للكسب المالي.
وقال القبالين إن قضايا الابتزاز الإلكتروني أصبحت من أشهر القضايا المتداولة عالميًا، مشيرًا إلى أن خطورتها تكمن في سهولة وقوع الضحايا فيها، خصوصًا الشباب والشابات، داعيًا إلى ضرورة نشر التوعية بعدم الثقة بأي شخص على وسائل التواصل الاجتماعي، والتعامل معها وفق مبدأ "الثقة صفر" (Zero Trust).
وأوضح أن هذا المبدأ يعني عدم الثقة المطلقة حتى لو كان الشخص معروفًا، إذ لا يمكن الجزم إن كان الحساب قد تم اختراقه أو التلاعب به، ما قد يتيح الوصول إلى الصور أو الرسائل الخاصة واستغلالها في الابتزاز لاحقًا. وأضاف: "يجب أن يتعامل المستخدم مع أي محادثة إلكترونية وكأن هناك شخصًا ثالثًا غير مرغوب فيه يراقبها".
وأشار القبالين إلى أن خطورة الابتزاز تتضاعف مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات المختلفة مثل ChatGPT وGemini وغيرها، حيث يمكن استغلال البيانات البسيطة لبناء "بروفايل" كامل عن الشخص من خلال رقم الهاتف أو المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ثم استخدامه في الهندسة الاجتماعية (Social Engineering) لاصطياد الضحايا.
وأكد أن أنظمة متكاملة اليوم قادرة على تحليل أنماط الشخصيات والسلوكيات بدقة عالية، وهو ما يزيد من فرص الاحتيال والابتزاز. لذلك شدد على أهمية الامتناع عن مشاركة الصور أو المعلومات الشخصية عبر وسائل التواصل، والتعامل بحذر شديد مع أي روابط أو طلبات مشبوهة.
وختم القبالين بالقول إن الوعي واليقظة هما خط الدفاع الأول ضد هذا النوع من الجرائم، داعيًا إلى حملات توعية مستمرة لحماية الشباب والمجتمع من الوقوع في فخ الابتزاز الإلكتروني.