هل ينجح مسار الاعتراف الدولي بدولة فلسطين أم يتحول ذريعة لاحتلال الضفة وغزة؟

mainThumb
هل ينجح مسار الاعتراف الدولي بدولة فلسطين أم يتحول ذريعة لاحتلال الضفة وغزة؟

02-09-2025 03:56 PM

printIcon

أخبار اليوم – تالا الفقيه - رأى المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين قد يشكل نجاحًا على المستوى الدبلوماسي، وقد يساهم في فرض أمر واقع على المجتمع الدولي، وخاصة على الولايات المتحدة والدول المؤثرة مثل بريطانيا وفرنسا والسعودية، إلا أن تطبيق هذا الاعتراف على أرض الواقع يظل معقدًا ويصطدم بجملة من التحديات.

وأوضح الحوارات أن المسألة ليست مرتبطة فقط بإرادة الدول الداعمة للاعتراف، بل ترتبط أساسًا بموقف إسرائيل وقبولها، إضافة إلى الشروط المعقدة التي تفرضها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، واللتين تبديان ردود فعل واضحة لإضعاف أي مسار نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأشار إلى أن السلوك الأميركي ظهر جليًا عندما منعت واشنطن وفد منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس من حضور اجتماعات في العاصمة الأميركية، معتبرًا ذلك خطوة تهدف لإضعاف شرعية المنظمة ومحاولة البحث عن بدائل لها، وهو ما يشكّل مخالفة واضحة لقانون دولة المقر الذي يوجب السماح بحضور الاجتماعات الدورية للأمم المتحدة.

وفي الجانب الإسرائيلي، بيّن الحوارات أن تل أبيب تعمل على فرض أمر واقع من خلال توسيع الاستيطان وفرض السيادة على مناطق في الضفة الغربية، وخاصة في المنطقة (C) وبعض أجزاء المنطقة (B)، بالإضافة إلى المشروع الاستيطاني الكبير في منطقة (E1) الذي من شأنه أن يفصل شمال الضفة عن جنوبها ويقطع الطريق أمام أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا.

وأضاف أن الإجراءات الأميركية والإسرائيلية تأتي في إطار الضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية للتخلي عن مسار الاعتراف الأحادي، أو على الأقل لإضعاف تأثيره أمام المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن بعض الدول الأوروبية لا تزال مترددة في اتخاذ قرار الاعتراف الكامل بدولة فلسطين.

وختم الحوارات بالتأكيد أن المعركة الدبلوماسية وحدها غير كافية، وأن المسار السياسي سيظل مرهونًا بمدى قدرة الفلسطينيين على الصمود على الأرض، في ظل مساعٍ إسرائيلية واضحة لإحباط أي فرصة لقيام دولة فلسطينية مستقلة.