الضرب في المدارس .. تأديب تربوي أم عنف يُدمّر شخصية الطالب؟

mainThumb
الضرب في المدارس.. تأديب تربوي أم عنف يُدمّر شخصية الطالب؟

16-09-2025 06:35 PM

printIcon

أخبار اليوم- تالا الفقيه

قال الخبير التربوي نور الدين نديم إن معالجة العنف المدرسي تبدأ من توفير بيئة عمل مناسبة للمعلم وبيئة صفية متكاملة للطالب، معتبرًا أن الإعداد النفسي والمهني للمعلم يجب أن يكون “مُفصّلًا” تبعًا للمرحلة العمرية التي يدرّسها، فاحتياجات معلم الطفولة المبكرة تختلف عن معلم الصفوف المتوسطة أو الثانوية، كما تختلف مهارات التعامل مع فئة المراهقين عن الشباب. ويرى نديم أن هذا الإعداد بشقّيه العام والخاص هو مسؤولية التدريب والإشراف في وزارة التربية والتعليم باعتبارها الجهة صاحبة الولاية على العملية التعليمية برمتها.

وشدّد نديم على تفعيل الارشاد التربوي بوصفه وظيفة محورية لا تقتصر على متابعة الغياب أو الحالات البسيطة، بل تمتد لمراقبة البيئة المحيطة بالطالب، والبحث في جذور المشكلات الأسرية والاجتماعية والسعي إلى حلول لها، مع مساندة المعلم وبناء “فريق عمل” متكامل داخل المدرسة. ويرى أن تعميق جسور التواصل بين المدرسة والأسرة هو الضمانة الأساسية لتوحيد المعايير والقيم، محذّرًا من أن أي انفصال بين الطرفين يقود إلى نتائج سلبية على سلوك الطالب وتحصيله.

وأوضح نديم أن “التربية الإيجابية” هي الخيار الأنجع لصناعة مواطن صالح ومسؤول، ولتنمية مهارات اجتماعية تعزّز ثقته بنفسه، وتدفعه إلى التعلم بدافع ذاتي ورقابة ذاتية، بعيدًا عن سياسة العصا والجزرة أو أي ممارسات ترهيب لفظي أو جسدي. ويؤكد أن مبدأ الثواب والعقاب مطلوب تربويًا شريطة أن يُمارس بصورة تعليمية بنّاءة، بما يمنع تكريس “منطق المصلحة” ويعزّز بدلاً منه قيَم الانضباط الداخلي والإيجابية في العلاقة مع الذات والمجتمع.

وختم نديم بأن الاستثمار في تأهيل المعلمين، وتمكين الإرشاد المدرسي، وإحكام الشراكة مع الأسرة، يفضي في النهاية إلى رفع التحصيل العلمي وصناعة طالب ريادي ومبدع؛ وهو مسار وقائي وعلاجي معًا يحول دون العنف ويؤسس لمدرسة آمنة ذات أثر تربوي مستدام.