أخبار اليوم - صفوت الحنيني - قال الخبير العسكري نضال أبو زيد في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم" إن إسرائيل اعتمدت نموذجًا هجينيًا في عمليتها الأخيرة ضد إيران خلال الـ24 ساعة الماضية، مزجت فيه بين عمليات استخبارية ميدانية استهدفت سلسلة القيادة الإيرانية، وبين ضربات جوية دقيقة أصابت مراكز القيادة والسيطرة، في محاولة واضحة لتجريد إيران من القدرة على اتخاذ قرار الرد.
وأضاف أبو زيد أن العملية الإسرائيلية نُفذت على مراحل، بدأت بتفكيك القرار، يليها إضعاف أنظمة الدفاع الجوي، تمهيدًا لمرحلة محتملة من الضربات المشتركة مع الولايات المتحدة على منشآت نووية، لكن التقديرات الإسرائيلية أخطأت في احتساب سرعة تعافي القرار الإيراني.
وأوضح أن إيران نجحت في إعادة ترتيب أوراقها واستعادة سلسلة القيادة بسرعة، واتخذت قرار الرد، لافتًا إلى أن ما يميّز الرد الإيراني هذه المرة هو التركيز على الصواريخ بدلًا من الطائرات المسيّرة، بعكس العادة. وأرجع ذلك إلى رغبة إيران في تنفيذ رد سريع وفاعل، إذ تصل الصواريخ إلى الأراضي المحتلة خلال ساعتين إلى أربع ساعات، بينما تحتاج المسيّرات إلى 9–12 ساعة.
كما أشار إلى أن إيران ركّزت في هذه الموجة على مراكز الثقل الاستراتيجية في تل أبيب، ولم توسّع الهجوم باتجاه حيفا، ديمونا، أو المنشآت العسكرية الحساسة، وذلك تطبيقًا لمبدأ التدرج والتناسب.
وكشف أبو زيد أن إيران تسعى للعودة إلى طاولة المفاوضات في الجولة السادسة المقررة يوم الأحد، وهي تحاول دخول هذه الجولة وهي تحمل أوراقًا تفاوضية حقيقية لا وهمية، على حد تعبيره. وأضاف أن روسيا دخلت على خط الوساطة، ما يُعد مكسبًا دبلوماسيًا لطهران، في مقابل موقف إسرائيلي رافض للمسار التفاوضي.
وختم بالقول إن السيناريو الأرجح خلال الساعات القادمة هو تصعيد إيراني محسوب قبيل انطلاق الجولة السادسة، بهدف تعزيز الموقع التفاوضي الإيراني وحرمان إسرائيل من أي صورة انتصار دعائية.