أخبار اليوم - عمّان - صفوت الحنيني - قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور حارث الحلالمة، إن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي – في زيارته السادسة من نوعها – شكّل إحاطة شاملة بالقيم الأخلاقية التي ينبغي أن يرتكز عليها النظام الدولي، في ظل تحديات العصر الحالي والتقلبات العالمية المتسارعة.

وأضاف الحلالمة، في حديثه لـ"أخبار اليوم"، أن الملك استنهض ضمائر الشعوب الأوروبية في مواجهة حالة التراجع القيمي، والتطرف الإيديولوجي والفكري، مشدداً على ضرورة إعادة الاعتبار للبوصلة الأخلاقية، باعتبارها الضمان الوحيد لصون الحقيقة ومنع تفكك المجتمعات.

وأشار إلى أن جلالة الملك وضع مقاربات دقيقة بين التجربة الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية، ومسارها نحو السلام والاستقرار، داعياً إلى التمسك بالقيم المشتركة والابتعاد عن ثقافة الخوف والقوة، التي لن تؤسس لسلام حقيقي، مهما طالت هيمنتها.

وأكد الحلالمة أن حديث جلالة الملك حمل دعوة مباشرة للأوروبيين لاتخاذ مواقف منصفة تجاه القضية الفلسطينية، بوصفها اختباراً حقيقياً للعدالة والكرامة الإنسانية، مشيراً إلى أن العالم سيُحاكم يوماً ما على مواقفه، وأن القيم التي بُني عليها النظام الدولي لا بد أن تُحترم وتُفعل على أرض الواقع.

وختم الحلالمة حديثه بالقول إن الخطاب الملكي لم يكن سياسياً فحسب، بل كان نداء حضارياً وأخلاقياً لبناء حالة إنسانية جديدة، تستند إلى الاحترام المتبادل والنوايا الحسنة، وتجمع الأديان والشعوب على ما يوحد لا ما يفرق.