بيروت - أخبار اليوم - صفوت الحنيني
أكد المحلل السياسي اللبناني سامر كركي في حديثه لـ"أخبار اليوم" أنّ مسألة التطبيع في المنطقة تحمل أبعاداً معقّدة تختلف من بلد إلى آخر، موضحاً أن الوضع في سوريا يبدو أكثر قابلية للتغيير على المدى البعيد، بسبب الشروط التي فرضتها الولايات المتحدة على الإدارة السورية الحالية لضمان بقائها وحفاظها على مكتسباتها السياسية، بما فيها الكرسي السياسي، رغم التحديات الكبيرة الماثلة أمامها، كفقدان السيطرة على بعض المحافظات وملف الجولان الذي ما زال يثير التساؤلات.
أما فيما يتعلق بلبنان، فرأى كركي أنّ الوضع مختلف تماماً، إذ إنّ البنية السياسية والاجتماعية المتشابكة، والتنوع المذهبي، والموقف الجذري للمقاومة اللبنانية، كلها عوامل تمنع أي خطوات في اتجاه التطبيع مع العدو الإسرائيلي. واعتبر أن إسرائيل، في ظل الإخفاقات التي واجهتها مؤخراً أمام إيران، قد تلجأ إلى ممارسة ضغط هائل على لبنان، يشمل حرباً جوية مدمرة أو حتى محاولات اجتياح بري، يرافقها تصعيد إعلامي واسع، في محاولة لنزع سلاح المقاومة وإجبار الداخل اللبناني على القبول بالتطبيع قسراً.
ولفت كركي إلى أن المقاومة اللبنانية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولة كهذه، بل ستدافع عن خياراتها بكل ما تملك من قوة وإمكانات. وختم بالقول إنّ «الوضع السوري أسهل نسبياً من اللبناني إذا ما قورن بحسابات الداخل وتركيبة القوى فيه، لكنه يبقى رهناً بعامل الوقت وبالضغوطات الدولية»، مشدداً على أن لبنان يواجه سيناريوهات أكثر تعقيداً قد تتحول إلى حرب مفتوحة وإعادة رسم للمشهد الإقليمي.