بني مصطفى تكتب: ترند لابوبو من يربّي الجيل، الأهل أم الترندات

mainThumb
بني مصطفى تكتب: ترند لابوبو من يربّي الجيل، الأهل أم الترندات

06-07-2025 06:54 PM

printIcon

الدكتورة مرام بني مصطفى
الاستشارية النفسية والتربوية

“الطفل :.ماما، اريد لا بوبو! الكل عنده لا بوبو، ليش أنا لأ؟!”

بهذه الكلمات التي قالها طفل لا أمه ، بدأ الصراع في داخلي. هل أشتري له الدمية فقط لأنه يريدها؟ هل أسايره لأحميه من شعور النقص أمام أصدقاه؟ أم أُعلّمه أن ليس كل ما هو شائع وترند يستحق أن يُطلب؟
كانت “ لا بوبو” مجرد لعبة، دمية صغيرة ملوّنة لا تحمل من المعاني شيئًا سوى أنها أصبحت “ترند”. لكن خلف هذا الطلب البريء، وقفت تساؤلات ثقيلة: هل نربّي أبناءنا ليكونوا واعين ، قادرين على التمييز ؟ ام نجعلهم يقلدون التقليد الأعمى دون وعي لما يجري حولهم.

ظاهرة اللعبة “لبوبو” ليست مجرد قصة لعبة بسيطة، بل انعكاس لواقع ثقافي ونفسي واجتماعي وتربوي يشهد تغيّرًا عميقًا.

في عالم يُعاني من ضغوطات عديدة، ينجذب الكثير نحو الترندات الشائعه لا لأنها ذات قيمة، بل لأنها توفر لهم لحظة هروب من الواقع والشعور بالسعادة المؤقته. “لبوبو” تمنح شعورًا بالانتماء حتى لو كان مؤقتًا. وفي ظل زمن السوشال ميديا، أصبح كل ما ينتشر بسرعة يبدو وكأنه يحمل معنى، حتى وإن كان غير معلوم القيمة.
رغم عدم جمالية وجه اللعبة وملامحها الشرسة،وابتسامتها الماكرة أنها تعبث ببراءة الأطفال .

الألعاب يفترض ان تكون مصدر فرح وايجابية وان تكون مريحة اي لعبة يجب ان تحقق هدف تربوي،اوتنمي مهارة تعليمية،
او تزيد من القيم الأنسانية عند الطفل.
ان ميل الأطفال بكل العالم زاد نحو الألعاب وان كانت الألعاب الألكترونية.
يرى عالم النفس باندورا أن الأطفال لا يتعلمون فقط من خلال التجربة المباشرة،بل من خلال ملاحظة سلوك الآخرين ومتابعة نتائجه.

لكن ننظر اليوم إلى هذا الهوس على الصعيد النفسي نلاحظ أن الإنسان يميل إلى تقليد السلوك مع المجتمع ، ويشعره بالراحة وأنه يسير مع تطور المجتمع، خاصة حين يفتقد إلى معنى أعمق أو هدف حقيقي. فالرغبة في “لبوبو” ليست دائمًا نابعة من الحب اللعبة بل من خوف داخلي بأن “يفوته شيء fomo”
Fear of missing out”
من الترندات الرائجة. ولأن السوشال ميديا تضخّم كل حدث، اصبحت الدمية رمزًا لمواكبة الحدث.

على الصعيد الاقتصادي فإن الشركة حققت ارباحا بسبب هذه اللعبة الرائجة.

على الصعيد التربوي ، تكمن حين نلبي لطفلنا كل ما يطلبه فقط لأنه “ترند ”، ولا نجعله يفكر ما هو الهدف والقيمة من اقتناء مثل هذه اللعاب ولا نجعله يكون قادر على التمييز بين ما هو حقيقي وهادف وما هو غير حقيقي ان يكون لديه قناعة بما يمتلكه ولا تكون قيمته الذاتية مرتبطة بما يمتلكه الآخرين.

الوقاية خير من العلاج دوري كمربي ليس أن نمنع الأطفال من اللعب بل أن نعلّمهم كيف يكونو واعين وان لا يكونو ضحية الترندات الغير هادفة والباهظة الثمن ،وتقليدها بشكل أعمى.