د. اخليف الطراونة: الوزير لم يُرد الإساءة للتعليم العالي .. لكن توقيت التصريح وأسلوبه لم يكونا موفقين

mainThumb
الأستاذ الدكتور اخليف الطراونة

11-07-2025 07:22 PM

printIcon


أخبار اليوم – تالا الفقية - 

قال الأستاذ الدكتور اخليف الطراونة، رئيس الجامعة الأردنية الأسبق، إن التصريح الأخير لمعالي وزير التعليم العالي لم يكن في جوهره إساءة إلى سمعة قطاع التعليم العالي الأردني، بقدر ما كان محاولة للمكاشفة والمصارحة. إلا أن ما نُقل من تصريح، بحسب الطراونة، أخطأ الهدف، وأخفق في التوقيت والأسلوب، خاصة وأنه قد يُفهم بطريقة قد تسيء فعليًا إلى صورة التعليم الأردني أمام الطلبة الوافدين، وعلى وجه الخصوص في برامج البكالوريوس والدراسات العليا.

وأوضح الطراونة:
"لسنا في وارد الدفاع عن الشكل، ولا انتقاد المضمون لمجرد الانتقاد، لكن يجب ألا نغفل أن الإصلاح لا يبدأ بتصريحات متسرعة، بل بخطة إصلاحية متكاملة تعالج عمق التحديات، وأولها البحث العلمي، الذي ننادي بإصلاحه منذ أكثر من عشر سنوات، دون أن نلمس تحولًا حقيقيًا على الأرض".

وأشار إلى أن الخلل في البحث العلمي واضح ومعروف، ويتجلى في ضعف الاستفادة من مخرجات الأبحاث داخل القاعات الصفية، أو في توجيه السياسات الجامعية، مضيفًا:
"علينا أن نسأل أنفسنا: كم من هذه الأبحاث تُنتج لتحسين العملية التعليمية أو تُسهم في التنمية الوطنية؟ وكم منها يُكتب لغرض الترقية أو مجاراة متطلبات التصنيفات العالمية؟"

ونوّه الطراونة إلى أهمية التصنيفات العالمية، لكنه شدد على أن التصنيف يجب أن يكون نتيجة طبيعية لتجويد البرامج الأكاديمية، والبحث العلمي، ونوعية أعضاء هيئة التدريس، وانتقاء الطلبة، لا أن يُصبح غاية بحد ذاته تُسعى إليها بغض النظر عن الوسائل.

وأضاف:
"من المؤسف أن هناك من يسوّق للتصنيفات بمعزل عن الواقع الأكاديمي، ويجعل منها هدفًا في حد ذاتها، في حين أن المطلوب أن تكون انعكاسًا لمستوى جودة التعليم، وليس قفزًا على الواقع عبر أبحاث شكلية أو مجتزأة أو حتى، في بعض الأحيان، مشكوك في نزاهتها."

وختم الطراونة حديثه بالقول:
"أعتقد أن الوزير كان يريد تسليط الضوء على تحديات حقيقية، لكنه عمّم بدل أن يُشخّص بدقة، واكتفى بالمؤشرات بدل تقديم رؤية متكاملة. الإصلاح مطلوب وضروري، لكن لا بد من أن يكون ذلك ضمن طرح مؤسسي مسؤول، يضع يده على الجرح ويقدّم حلولًا قابلة للتنفيذ، تحمي سمعة التعليم العالي الأردني وتعزز مكانته عربيًا ودوليًا."