(أخبار اليوم – صفوت الحنيني)
قال الخبير التربوي نور الدين نديم إن قراءة نتائج امتحان الثانوية العامة هذا العام تكشف عن صورة مشرفة لأبناء وبنات الأردن، حيث أظهروا مستوى عاليًا من الثقافة والوعي، مع وضوح في الرؤية تجاه مستقبلهم، والأجمل أن العلامات المتفوقة جدًا جاءت من مدارس حكومية، ما يؤكد أن التميز والإبداع ليسا حكرًا على بيئة معينة، بل ثمرة إرادة وتصميم وعمل مشترك بين الأسرة والمدرسة والمجتمع.
وأضاف نديم أن السؤال الجوهري هو: لماذا لا ينعكس هذا التفوق الأكاديمي على الحياة العملية في شكل إنجازات وطنية ومشاريع ريادية؟ مبينًا أن الأسباب متعددة، منها غياب الشراكة الحقيقية بين الحاضنة الأولى – الأسرة – والمدرسة، إضافة إلى تأثير وسائل الاتصال الحديثة وألعاب الفيديو في الحد من التفكير الإبداعي، وانشغال الأهل بالضغوط الاقتصادية، وضعف الاحتكاك والحوار مع الأبناء.
وأشار إلى أن النظام التعليمي التقليدي القائم على الحفظ والتلقين، وعدم التركيز على الأنشطة التطبيقية والمهارات الحياتية، يحد من قدرة الطلبة على تحويل المعرفة النظرية إلى مشاريع عملية، فضلًا عن نقص الفرص التعليمية والعملية التي تكسب الطلاب مهارات الريادة والابتكار.
وأكد نديم أن الحلول موجودة وبسيطة إذا تكاملت الجهود، من خلال تحديث المنظومة التعليمية، وتعزيز البيئة الأسرية والتربوية، وتوفير الدعم المالي والفني لتحويل أفكار المتفوقين إلى مشاريع ريادية ناجحة، إضافة إلى تطوير المناهج لتشمل مهارات الابتكار وريادة الأعمال.
وختم بالقول إن وجود متفوقين أكاديميًا يجب أن يقود إلى نهضة حقيقية على أرض الواقع، تنعكس على مشاريعنا الوطنية وتدفع عجلة البناء والتطوير في الأردن.