أخبار اليوم – عواد الفالح
أكد المحلل العسكري نضال أبو زيد أن العملية التي أطلقها الاحتلال تحت مسمى "عربات جدعون 2" تواجه تعقيدات ميدانية كبيرة، ما دفعه إلى الاعتماد أكثر على الطائرات المسيّرة والروبوتات المتفجرة بدلًا من الزج بالقوات البرية.
وأوضح أبو زيد أن الاحتلال حاول اتخاذ جباليا نقطة ارتكاز للتقدم شرقًا نحو مناطق أبو إسكندر وطريق الجلاء وصولًا إلى مفترق الاتصالات، في محاولة لالتقاء الفرقة 99 مع ألوية أخرى مثل لواء النحال واللواء 179 المدرع جنوب حي الزيتون. لكنه أشار إلى أن هذه الخطة تعاني من ثغرات كبيرة، أهمها صعوبة السيطرة على الضلع الغربي الممتد نحو طريق الرشيد الساحلي، والذي يُراد استخدامه لدفع النازحين غربًا نحو البحر.
وبيّن أن مؤشرات عدة على الأرض تكشف تعقيدات العملية، أبرزها الاستنزاف البشري، حيث طلب الاحتلال استدعاء 60 ألف جندي من الاحتياط لكن لم يلتحق سوى 70% منهم، ما أدى إلى انخفاض الكفاءة القتالية إلى ما دون 85%، وهي نسبة حرجة في المعايير العسكرية. كما يعاني الاحتلال من استنزاف ميكانيكي، بعد تعرض وحدات الهندسة وخاصة وحدة "يلوم" لخسائر كبيرة في الآليات والأفراد.
وأشار أبو زيد إلى أن هذا الاستنزاف دفع الاحتلال لاستخدام الطائرات المسيّرة لإسقاط المتفجرات، إضافة إلى الروبوتات والصناديق والبراميل المفخخة خلال الـ24 ساعة الماضية، لتجنب تكبد مزيد من الخسائر البشرية.
وفي المقابل، لفت إلى أن المقاومة تعيش حالة من "الكمون التكتيكي" خلال الأيام الأخيرة، مركّزة على بناء حلقات دفاعية بالألغام والمتفجرات لاستنزاف الآليات الإسرائيلية، ما يمنحها مرونة أكبر في إعادة إنتاج نفسها مقارنة بالهياكل العسكرية النظامية للاحتلال.
وختم أبو زيد بالتأكيد أن "الاحتلال يقاتل اليوم بمعادلة سياسية أكثر منها عسكرية، وأن أي اندفاع نحو غزة المدينة قد ينتهي بعملية خاسرة، في ظل غياب الإرادة القتالية وتراجع الثقة بين المستويين السياسي والعسكري داخل الكيان".