أخبار اليوم – تالا الفقيه - قال المهندس ياسر حنيني، مدير مزارع الوادي والمدير العام لشركة روى الزراعية، إن الواقع الزراعي لعام 2025 يُعد من أصعب المراحل التي مرّ بها القطاع خلال السنوات الأخيرة، بل إنه – بحسب وصفه – “الأسوأ على الإطلاق” من حيث التسويق والأسعار.
وأوضح أن القطاع الزراعي يعتمد بشكل رئيسي على العرض والطلب، وأن معظم المنتجات الزراعية هذا العام شهدت انخفاضًا كبيرًا في أسعارها إلى ما دون كلف الإنتاج، مما تسبب بخسائر واسعة للمزارعين.
وبيّن الحنيني أن موسم الأغوار الجنوبية في بدايته لهذا العام كان صعبًا للغاية، إذ انخفضت أسعار البندورة إلى أقل من كلفتها، في حين تراجعت أسعار محصول البصل بشكل متتالٍ، ما كبّد المزارعين في منطقة الصافي خسائر كبيرة. أما في الأغوار الشمالية، فكانت أسعار غالبية المحاصيل متدنية باستثناء الفلفل الملوّن الذي حافظ على سعر مقبول نسبيًا، في حين بقيت أسعار البطاطا أيضًا أقل من كلف الإنتاج طوال الموسم.
وأضاف أن هذه الأوضاع ما زالت مستمرة حتى اليوم، فأسعار الخضار والمنتجات الاستراتيجية مثل البصل والبطاطا ما تزال متدنية، بينما يعتمد المزارعون على التخزين في البرادات لتغطية فترة ما بعد الحصاد، إلا أن الكلف التخزينية المرتفعة زادت من حجم الخسائر، خصوصًا في ظل ضعف حركة التسويق المحلي.
وأشار الحنيني إلى أن القطاع الزراعي كان يعتمد سابقًا على تصدير جزء من الإنتاج إلى دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية، خلال فترة الصيف من شهر حزيران حتى كانون الأول، غير أن السعودية أوقفت استيراد البندورة الأردنية هذا العام منذ شهر حزيران وحتى نهاية آب، ما أدى إلى انهيار أسعار البندورة وارتفاع حجم الخسائر بين المزارعين.
وختم الحنيني حديثه بالتأكيد على أن استمرار انخفاض الأسعار وتراجع التصدير وتزايد كلف التخزين تُنذر بموسم أكثر صعوبة، داعيًا الجهات المختصة إلى مراجعة سياسات التسويق الزراعي ودعم المزارعين لضمان استمرار هذا القطاع الحيوي الذي يشكل ركيزة أساسية للأمن الغذائي الوطني.