أخبار اليوم - محافظة المفرق من أكثر المحافظات الأردنية شباباً، حيث يشكل الشباب نسبة كبيرة من السكان. إلا أن هذه الميزة تتحول إلى تحدٍ كبير، حيث تُسجل المحافظة أعلى معدلات البطالة بين الشباب، مما يهدد استقرار المجتمع ويزيد من ظاهرة هجرة العقول.
وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة البطالة في محافظة المفرق تتجاوز المعدل الوطني، حيث يعاني العديد من الشباب من صعوبة في الحصول على فرص عمل مناسبة.
ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها ضعف التنوع الاقتصادي، محدودية الاستثمارات المحلية، ونقص المشاريع الإنتاجية التي توظف الكوادر الشابة، إضافة الى جودة ومستوى التعليم. وهذه التحديات ليست مقتصرة فقط في المفرق بل في جميع محافظات المملكة.
لمواجهة هذا التحدي، يجب تبني سياسات ومبادرات عملية تهدف إلى توفير فرص عمل مستدامة للشباب. ومن أبرز هذه الحلول:
تشجيع إقامة مشاريع إنتاجية صغيرة ومتوسطة: مثل مصانع تعبئة وتغليف المنتجات الزراعية، والصناعات اليدوية والحرفية، والتي تستفيد من الموارد المحلية وتوظف الشباب.
تقديم الدعم الفني والمالي للشباب الطموحين: من خلال برامج تدريبية، قروض ميسرة، وإرشاد مهني، لتمكينهم من بدء مشاريعهم الخاصة.
تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص: لتوفير بيئة استثمارية جاذبة، وتشجيع الشركات على توظيف الشباب المحلي.
وتثبت تجارب بعض البلدان نجاح المشاريع الإنتاجية في تخفيف البطالة بين الشباب، مثل: تركيا: ساعدت مبادرات الحرف اليدوية الصغيرة في القرى على توظيف النساء والشباب، وتقليل الهجرة الداخلية إلى المدن الكبرى.
الهند: ساهمت مشروعات تصنيع المنتجات الغذائية المحلية في القرى في توفير آلاف فرص العمل للشباب.
المغرب: ساعدت مشاريع الطاقة الشمسية الصغيرة والمزارع التعاونية على زيادة الدخل وتقليل البطالة بين الشباب الريفي.
ختاماً فإن التركيز على المشاريع الإنتاجية، يخلق ثقافة اقتصادية جديدة، ويعزز من قدرة الشباب على المشاركة الفاعلة في بناء مجتمعهم ورفع مستوى حياتهم ومستوى المحافظة ككل. من خلال تبني هذه الحلول، يمكن للمحافظات أن تتحول من محافظات تعاني البطالة إلى نموذج حي للشباب المنتج والمبدع.