أخبار اليوم – تالا الفقيه
قال الخبير التربوي نور الدين نديم إن قرار وزارة التربية والتعليم المتعلق بتأنـيث مهنة معلم الصف ترك آثاراً سلبية واضحة على الواقع التربوي والاجتماعي، مؤكداً أن المهنة التي كانت يوماً رسالة وقدوة أصبحت اليوم شبه خالية من العنصر الذكري، رغم أن معلم الصف يمثل الأب الثاني وصوت العقل وصورة القدوة في المدرسة.
وأوضح نديم أن المرحلة الأخطر في التعليم ليست مرحلة التوجيهي كما يظن البعض، بل هي الصفوف الأساسية الثلاث الأولى التي تُبنى عليها شخصية الطالب وسلوكه وتكوينه التربوي. وأضاف أن غياب المعلم الذكر عن هذه المرحلة الحساسة أحدث اختلالاً في التوازن التربوي داخل المدارس، وأدى إلى نشوء أجيال لا ترى النموذج الذكوري في بيئتها التعليمية، ما ينعكس لاحقاً على السلوك الاجتماعي والنفسي للطلبة.
وأشار إلى أن حصر تعليم الصفوف الأساسية بالإناث تحت مبرر أنهن أكثر إنتاجية هو معالجة للخطأ بالخطأ، لأن الكفاءة لا تُقاس بالجنس بل بالمؤهلات والقدرة على الأداء. وأكد أن غياب العدالة في توزيع الفرص بين الذكور والإناث في قطاع التعليم يفتح الباب أمام تمييز ناعم يُقصي الرجل تدريجياً من المهن التربوية.
وبيّن نديم أن إغلاق باب القبول في تخصص معلم الصف أمام الذكور في الجامعات الأردنية زاد من معدلات البطالة بينهم، وخلق أزمة نفسية ومجتمعية لدى الشباب الذين باتوا يشعرون بعدم الأمان المهني والتعليمي، لأن تخصصاتهم يمكن أن تُلغى بقرار مفاجئ.
وأكد أن الحل لا يكون بإقصاء طرف على حساب الآخر، بل بإعادة تأهيل الكوادر التعليمية من الجنسين، وتفعيل الرقابة والإشراف وتطوير أساليب التعليم، بحيث يبقى التعليم مهنة عادلة قائمة على الكفاءة والقدرة، لا على التمييز بين الرجل والمرأة.
وختم نديم حديثه بالقول إن التربية يجب أن تسبق التعليم، وإن إصلاح النظام التعليمي يبدأ من المراحل الأولى، داعياً إلى إعادة النظر في القرار بما يحقق التكامل بين المعلّم والمعلّمة ويعيد التوازن والعدالة إلى الميدان التربوي.