أخبار اليوم - عواد الفالح - تتفاقم أزمة المياه في محافظة جرش يوماً بعد يوم، مع دخول فصل الصيف وازدياد الطلب على المياه، وسط شكاوى متكررة من المواطنين حول سوء التوزيع وغياب الرقابة الحقيقية على شبكات المياه المتهالكة التي تعود لعقود مضت. وبين انتظار طويل لدور المياه وضعف الضخ عند وصولها، تعيش العديد من أحياء جرش حالة عطش قاسية، في ظل صمت رسمي يثير التساؤلات.
المواطنون يعبرون عن استيائهم الشديد، مؤكدين أن المياه تصل لمنازلهم مرة واحدة كل 21 إلى 27 يوماً، وفي بعض المناطق النائية قد يتأخر الدور لأكثر من شهر، ومع ذلك تكون المياه ضعيفة وغير قادرة على تعبئة الخزانات. ويؤكد سكان منطقة برما أن المياه تصلهم مرة واحدة كل 14 يومًا ولمدة ساعتين فقط، وبضغط ضعيف لا يكفي حتى لأبسط الاحتياجات اليومية.
ويشكو الأهالي من عدم تجاوب إدارة مياه جرش مع شكاواهم المتكررة، كما أبدوا استياءهم من استمرار هدر المياه بسبب التسربات الواضحة من الشبكات القديمة التي لم تُجدّد منذ أكثر من 45 عاماً، رغم علم المسؤولين بحجم الفاقد الكبير الذي يضيع في الشوارع والأزقة دون أي تحرك جاد.
ورغم مطالبات السكان المتكررة بضرورة تنظيم أدوار المياه بعدالة، إلا أن الفوضى لا تزال سيدة الموقف، حيث يؤكد المواطنون أن بعض الشاليهات والمناطق السياحية لا تعاني من انقطاع المياه، في الوقت الذي يعاني فيه المواطن البسيط من انعدامها.
كما أشار بعض الأهالي إلى وجود عدم عدالة في توزيع الأدوار وغياب الشفافية، ما يفاقم معاناة المواطنين خلال فصل الصيف الحار، مطالبين بتشكيل لجنة مستقلة لمراقبة العدالة في التوزيع ومحاسبة المقصرين.
وفي ظل هذه الأزمة، دعا المواطنون إلى تفعيل مشاريع استراتيجية مثل جلب مياه الديسي إلى المحافظة، وتجديد شبكات المياه المتهالكة، إضافة إلى فرض رقابة صارمة على هدر المياه في الشوارع وأسطح المنازل، حفاظًا على هذه الثروة الوطنية التي باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى.
ويبقى السؤال مطروحًا: إلى متى ستظل جرش تعاني من أزمة مياه خانقة دون حلول فعلية، وهل ستبقى الوعود حبيسة قاعات الاجتماعات بينما المواطن ينتظر قطرة ماء في صيف قائظ؟
ويُذكر أنه تم يوم أمس عقد اجتماع برئاسة محافظ جرش الدكتور فراس الفاعور، بحضور رؤساء البلديات ومدراء الدوائر الحكومية، لبحث واقع المياه في المحافظة وسبل تعزيز الرقابة على مصادرها.
وأكد الفاعور خلال الاجتماع ضرورة الالتزام باستخدام المصادر المائية الآمنة والمعتمدة، مشددًا على الرقابة المستمرة لمنع نقل المياه من مصادر غير مرخصة، خاصة من قبل صهاريج المياه.
كما دعا إلى حصر جميع الينابيع والآبار ووضع لوحات إرشادية توضح طبيعة استخدامها، مع إطلاق حملات توعوية للمواطنين حول أهمية استهلاك المياه الآمنة.
وأعلن الفاعور عن ترتيبات لعقد اجتماع قريب مع أصحاب صهاريج المياه للتأكيد على الالتزام بالأنظمة الصحية، مشيرًا إلى تشكيل لجنة خاصة لمتابعة تنفيذ توصيات الاجتماع وضمان وصول المياه الآمنة للمواطنين.