أخبار اليوم - ساره الرفاعي - حذرت الأخصائية النفسية نجلاء العجارمة من تنامي مشاعر القلق والضيق المرتبطة بالاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي باتت تُعرف بظاهرة “فومو” (FOMO) أو الخوف من أن يفوتك شيء ممتع.
وأكدت العجارمة أن هذا الشعور، الذي يتولد لدى الكثير من الأشخاص عند مشاهدة صور المناسبات والرحلات والحياة الاجتماعية للآخرين، ليس ظاهرة جديدة، بل هو امتداد لحاجة بشرية طبيعية للشعور بالانتماء وعدم الإقصاء، مشيرة إلى أن التكنولوجيا عززت من هذا الإحساس وعمقته بطريقة مؤذية أحيانًا.
وأضافت: “دماغ الإنسان مبرمج ليراقب محيطه ويبحث عن الشعور بالأمان والانتماء، وعندما يرى الآخرين يبدون سعداء ومقبولين وهو لا يشاركهم تلك اللحظات، قد يشعر أنه منبوذ أو أن حياته أقل قيمة، وهذا يُنشّط مناطق معينة في الدماغ ترتبط بالخوف والقلق.”
وأشارت العجارمة إلى أن مصطلح “فومو” نشأ في بدايات الألفية في عالم الاقتصاد، عندما لاحظ الخبراء إقبال الناس على الشراء خوفًا من تفويت الفرص، لكنه سرعان ما انتقل إلى السلوك الاجتماعي والنفسي، خصوصًا مع انفجار استخدام مواقع التواصل.
ولتقليل أثر هذا الاضطراب النفسي، قدمت العجارمة مجموعة من النصائح، من أبرزها:
• رفع مستوى الوعي بوجود ظاهرة الفومو وتأثيرها.
• تحديد أوقات مخصصة لاستخدام منصات التواصل.
• التركيز على الواقع والمعايشة اللحظية بدلاً من ملاحقة لحظات الآخرين.
• ممارسة الامتنان اليومي لما نملكه فعلاً.
• الاهتمام بالعلاقات الحقيقية والأنشطة الواقعية بعيدًا عن الشاشات.
وختمت العجارمة حديثها بتأكيد أن “السوشيال ميديا تعرض لنا أجمل لقطات من حياة الناس، وليس حياتهم الكاملة”، داعية الجميع إلى استعادة التوازن النفسي من خلال التقدير العميق للواقع، والتخفيف من المقارنات الرقمية التي تستنزف راحة الإنسان