أخبار اليوم - عواد الفالح - في زحمة الحياة وتقلّباتها، يبقى الأخ بالنسبة لشقيقته رمزًا للحماية والسند، وامتدادًا لحنان الأب، لكن السؤال الذي يتكرر كثيرًا في الأحاديث العائلية وعلى منصات التواصل الاجتماعي هو: هل يظل الأخ حنونًا بعد الزواج؟ أم أن الزوجة قد تكون سببًا في تغيّره وابتعاده عن أهله؟
النقاش لم يكن سطحيًا، بل امتلأ بمشاعر صادقة وآراء متضاربة، جمعت بين الامتنان والحب، والغصّة والخذلان. العديد من المشاركات أكدن أن الأخ الحنون لا يبدله الزواج ولا الظروف، فالأصل يبقى أصيلًا، والطبع لا يتغير، وكتبن بفخر عن إخوانهن: "أخوي الكبير أحنّ إنسان، ومرته صندوق أسراره، وحنونة علينا بعد… الله يخليهم لبعض"، فيما عبّرت أخرى عن حبها لأخ زوجها بقولها: "ربنا بعتلي مرت أخ هي أخت حرفيًا، الله يديم علينا الحب ويبعد عنا كل شر".
لكن بالمقابل، سردت أخريات قصصًا عن غياب الإخوة بعد الزواج، واتهمن الزوجات بأنهن يتعمدن إبعاد الأزواج عن أهلهم، وقالت إحداهن: "أخوي تغير بعد الزواج، صار ما يسأل، صار كلامه محسوب... كل شي لازم يرجع فيه لمرته"، بينما كتبت أخرى: "اللي بتفرق بين الأخ وأخته، الله يفرق لحمها عن عظمها"، في تعبير قاسٍ عن الغضب من القطيعة غير المبررة.
وتفاوتت الآراء حول السبب الحقيقي للتغيّر، حيث ألقى البعض اللوم على تربية الأهل، مؤكدين أن الرجل الذي تربى على الحنية لا يمكن أن يتغير بسبب الزواج، بل هو من يحدد موقفه ويضع حدًا لأي تدخل يضر بعلاقته مع أهله. وكتب أحدهم: "المره ما بتغير الا الولد، إذا ما كان مربى يكون زلمة، عمرها ما بتتحكم فيه".
ورغم كثرة الآراء، ظل صوت المحبة هو الأعلى، حيث أعربت الكثيرات عن امتنانهن العميق لإخوانهن وزوجاتهم، ورفعن الدعاء بأن يديم الله هذه النعمة ويحفظهم من كل شر، وقالت إحداهن: "أخواني أحن من النسيم، ونسوانهم الله يجبر بخاطرهم، عمرهم ما قطعونا، ولا خيبوا ظننا".
ويبقى الجدل قائمًا، لكن الحقيقة الأهم أن الأخ الحنون لا تُغيّره الظروف، ولا يبعده الزواج، بل يزداد نضجًا ومسؤولية، ويظل شقيقًا وصديقًا وكتفًا يُعوَّل عليه، مهما تبدلت الأدوار وتعددت البيوت.