إعداد: أخبار اليوم – قسم القضايا المجتمعية والتحقيقات
في وقتٍ تسعى فيه الجهات المعنية لتحسين واقع السلامة المرورية على الطرق الأردنية، تتفاقم ظاهرة المصابيح الساطعة أو ما يُعرف بـ"الأنوار العالية" المركّبة على بعض المركبات، والتي تحولت من وسيلة إضاءة إلى أداة ترهيب بصري ومصدر إزعاج دائم للمواطنين، وتهديد مباشر لسلامة مستخدمي الطريق.
تبدأ القصة بسائق ملتزم، يسير في طريقه بهدوء، وفجأة تُباغته مركبة من الخلف أو المقابل بمصابيح بيضاء فائقة الإضاءة، تشبه الليزر في شدتها، ما يؤدي إلى إرباكه، وربما تشتته عن المسرب، أو فقدانه للسيطرة في لحظة خاطفة.
أين الرقابة؟
المواطنون يتساءلون: من سمح بإدخال هذا النوع من الإضاءة إلى السوق الأردني؟ وهل هي حقًا مطابقة لمعايير السلامة؟
ويؤكد فنيون لـ"أخبار اليوم" أن بعض هذه المصابيح تُستورد أو تُعدل بطرق غير قانونية، ويجري تركيبها في ورش لا تخضع لأي إشراف فني، ما يجعلها قنابل ضوئية متحركة في شوارعنا.
استعراض خطير... وأذى للعيون
الظاهرة لا تقتصر على الإزعاج، بل تنطوي على أضرار صحية ونفسية، حيث يحذر أطباء من أن هذه الإضاءات تُسبب إجهادًا بصريًا وصداعًا وتشوّشًا في الرؤية، وهو ما قد يؤدي إلى حوادث مرورية قاتلة.
كما أنها أصبحت لدى البعض وسيلة للتفاخر والاستعراض، خصوصًا في السيارات المرتفعة ذات الدفع الرباعي، في مشاهد تُفتقد فيها لأدنى مستويات احترام الطريق والآخرين.
دعوة لتدخل فوري
في ظل غياب التشريعات الرادعة والرقابة الميدانية، تجد هذه الظاهرة بيئة خصبة للتمدد. لذا تطالب "أخبار اليوم" الجهات المعنية، وفي مقدمتها إدارة السير، ومؤسسة المواصفات والمقاييس، وهيئة تنظيم قطاع النقل البري، بالتحرك الفوري لضبط الأسواق، وفرض رقابة صارمة على الورش، والتشدد في المخالفات المتعلقة بأنظمة الإنارة.
كما تُهيب بالمواطنين عدم اقتناء هذه الأنواع من المصابيح، وتقدير خطورتها على الآخرين، إذ لا يكتمل أمن الطريق دون وعيٍ مشترك ومسؤولية جماعية.